مدحت حسن

هل يفعلها أثرياء مصر؟

الخميس، 16 سبتمبر 2010 07:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجح الملياردير الأمريكى الشهير وارين بافيت (79 عاما)، بالتعاون مع مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس (54 عاما)، فى إقناع أربعين من مليارديرات العالم بالتبرع بالجزء الأكبر من ثرواتهم لصالح أعمال خيري، واتصلا بعدد من أثرياء بلادهما وعرضا عليهم الفكرة، ونجحا فى جمع 125 مليار دولار فى دقائق، هذا هو نص الخبر الذى بثته وكالات الأنباء حول العالم ويشير إلى اتفاق اثنين من أغنى أغنياء العالم على التبرع بأغلب ثرواتهم لصالح أعمال الخير داخل وخارج الولايات المتحده الأمريكية، وعندما وجه الرجلان الدعوة لبعض أصدقائهم من أغنياء أمريكا، ممن يحملون لقب ملياردير تحمس لدعوتهم أربعون من أكبر أثرياء أمريكا، وأعلنوا استعدادهم للتبرع بالجزء الأكبر من ثرواتهم لأغراض خيرية، وقد ضمت قائمة المتبرعين إلى جانب بافيت وجيتس، مايكل بلومبيرج عمدة نيويورك، وجورج لوكاس صاحب فيلم "حرب النجوم"، وتيد تيرنر مؤسس قناة "سى إن إن" الإخبارية، بالإضافة إلى بارون هيلتون وريث سلسلة هيلتون للفنادق ورجل البنوك ديفيد روكفيلر وغيرهم.

ويشترط أصحاب هذه المبادرة على من يريدون الانضمام إليها التبرع بما لا يقل عن نصف ثرواتهم، وعندما تقرأ تصريحات هؤلاء المتبرعين بعد إعلانهم التبرع ستجد أن هناك شيئا ما خطأ فى طريقة التفكير فى فلسفة الحياة ليس لدى هؤلاء المواطنين الأمريكان، بل لدى أصلاب الملايين والمليارات فى مصر، فعندما يقول أحد المتبرعين إن صورة الثراء تغيرت عما كانت عليه فى الماضى، وقد انتقل احتكار الثروات الضخمة من العائلات الملكية إلى رجال أعمال قادمين من قلب المجتمع، فمن الطبيعى أن يساهموا فى إصلاحه ومساعدة غير المحظوظين فيه، ويرى آخر أنه لا يجب على الأثرياء انتظار الموت حتى يتبرعوا بثرواتهم، وقال آخر إذا أردت أن تفعل شيئا لأبنائك، وأن تعبر لهم عن حبك، فالأفضل على الإطلاق أن تساند هذه المنظمة التى تسعى لعالم أفضل لهم ولأبنائهم.

ما معنى هذه القصة التى لم تشغل بال أى من رجال الأعمال فى مصر، معناها أن الحياة بها أشياء مهمة يمكن أن يفعلها الناس غير السعى لجمع الملايين والمليارات والاحتفاظ بها فى خزائن داخل وخارج مصر، لن يضير أى شخص يحمل لقب ملياردير فى مصر أن يخصص 10% من ثروته - وليس من الضرائب المفروضة عليه - لعمل حقيقى يخدم المجتمع، ويرفع من شأن المواطن فيه، لا أطالب بأن يصبح الأغنياء فقراء، ولكن لن ينتقص من أصحاب المليارات شيئا إذا انتقلت أرقام بسيطة جدا من حساباتهم إلى إصلاح الصحة والتعليم والطرق، فقد يجعل ذلك الحياة أكثر سعادة للملايين من المصريين.

كاتب صحفى بالأهرام









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة