"الرئيس يتدخل كالعادة" فماذا تفعل حكومة نظيف؟

أنا مشفق على الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء فالرجل لا حول له ولاقوة أمام سيل المشاكل والقضايا التى يواجهها يوميا ومقدر لحجم مسئولياته الجسام والتى لا يقدر على حلها إلا بتدخل رئاسى فى كل مرة.

وربما تكون هناك مهام ووظائف أخرى للدكتور نظيف وأعضاء حكومته الموقرة لا نعلمها ولا ندرى طبيعتها وفى أى دولة أخرى غير مصر يؤدى تلك المهام والوظائف.

فإذا كان الرئيس مبارك يتدخل فى كل مرة لحل العديد من المشاكل التى تدخل فى صميم عمل الوزراء فالسؤال المنطقى هو وماذا تفعل الحكومة وما هى وظيفتها بالضبط؟
فى خلال الشهور القليلة الماضية تدخل الرئيس سواء بالتوجيه أو بالأمر المباشر لحل كافة المشاكل والقضايا الجماهيرية بعد أن عجزت حكومة نظيف عن التدخل فيها ففى قضية جزيرة آمون أمر الرئيس بوقف عملية البيع، وفى التعدى على أراضى الدولة وجه بتشكيل لجنة لحصر التعديات، وفى مشاكل مياه الشرب والكهرباء تدخل الرئيس أيضا، وحتى أزمة الحكم ببطلان عقد " مدينتى" أصدر تعليماته المشددة للحكومة العاجزة والمرتبكة بتشكيل لجنة قانونية لإيجاد مخرج يضمن حقوق الحاجزين.

حتى فى الخلافات الوزارية بين أعضاء فى حكومة الدكتور نظيف تخل الرئيس للصلح بينهما وأصدر بالأمر المباشر بحل الخلافات بين وزير البترول المهندس سامح فهمى ووزير الكهرباء المهندس حسن يونس بعد اجتماع جمعهما والرئيس.

وأعتقد أنه لم يتبق الآن إلا أن يتدخل الرئيس مبارك فى أزمة الكتب الخارجية بين وزير التعليم وأصحاب دور النشر والمكتبات.

فمادامت الحكومة غائبة أو بمعنى أدق غير موجودة فى كل هذه القضايا ولا تملك الحل والربط فيها فهناك الرئيس ولا أحد غيره وكأنه لاتوجد دولة يحكمها دستور ينظم العلاقة بين سلطاتها الثلاث، القضائية والتشريعية والتنفيذية ويحدد مهام ووظائف كل سلطة فيها والحكم بينها هو رئيس الجمهورية لايتدخل إلا للضرورات القصوى وليس لحل مشكلة شخصية بين وزيرين أو لحل أزمة صرف صحى فى قرية أو مدينة تضيع معها هيبة الحكومة وتنفى الغرض من وجودها فى الأساس.

ومع تقديرى للآراء القائلة بأن تدخل الرئيس مبارك فى كل مشكلة يسبب إحراجا للحكومة ويجرح كرامتها وكبرياءها، فحكومتنا والحمد لله "جلدها سمين" لا يؤثر فيها أو يجرح إحساسها أى تدخل من الرئيس. ولماذا الإحراج أصلا وأمام من؟ أمام الرأى العام؟ وإيه يعنى وهية الحكومة يهمها كثيرا الرأى العام أو مشغولة بيه وبمشاكله.

فإذا كان الرئيس حاضرا ولا أحد هناك سواه فى كل مشكلة، فماذا تفعل الحكومة؟ ننتظر إجابة الرئيس.. رئيس الحكومة بالطبع..!