العمل عبادة وعند عم حمدى مصليحى 55 سنة العمل عبادة شاقة.. حياة عم حمدى الوظيفية بدأت منذ 36 سنة عندما التحق بالعمل فى حى غرب القاهرة كعامل نظافة، يقول عم حمدى: بدأت العمل فى تنظيف شوارع وسط القاهرة ومنطقة التحرير وبعد 12 عاما من العمل وفى أحد الأيام وأثناء إلقائى القمامة فى السيارة تعطل السكين الذى يحرك صندوق القمامة بالعربة والملحق به ما يشبه خطاف لتعليق صناديق القمامة بها ثم رفعها لتقذف ما بها داخل صندوق سيارة القمامة، وعندما حاولت ضبط السكين وقع خطاف الصندوق على يدى فتسبب فى كسر مضاعف فى عظمة اليد اليسرى وتفتتيها، وتم نقلى إلى المستشفى وفشل العلاج فى وضع شرائح معدنية لتثبيت عظام اليد بسبب تعفن الجرح، فقام الأطباء بقطع اليد بهدف الخوف من حدوث غرغرينا وتسمم فى الدم، وبعد ثلاثة شهور من العلاج عدت للعمل ونظرا لحالتى الصحية قام الحى بنقلى من عامل نظافة لعامل على دورة المياه العمومية والمجانية بميدان عبدالمنعم رياض..
وعن دورة المياه العمومية بالتحرير يقول حمدى: دورة المياه هذه عمرها أكثر من خمسين سنة منذ الاحتلال الإنجليزى فى مصر، وكانت دورة مياه رجالى فقط ولكن منذ سنوات قام الحى بتقسيمها إلى نصفين حريمى ورجالى وهو المسؤول عن الاثنين وكل نصف به 2 حمام وحوض وهو ما يصفه حمدى بالتجديد الفاشل.
حمدى هو المسؤول الأول والأخير عن الحمامين فيقول: «من المفترض أن أستلم العمل من الساعة 7 صباحاً حتى الثانية ليتسلم غيرى الوردية الثانية ولكن لا يوجد من يتسلم العمل بعدى لذا أبدأ العمل فى الساعة 10 صباحاً حتى 9 مساء تعاوننى زوجتى أحياناً، كل ذلك مقابل 400 جنية شهرياً، لذا حاولت تحسين دخلى من خلال بيع المناديل الورقية والبسكويت والحلويات البسيطة على باب الحمام».
ويتابع حديثه: «لم أتسلم يوما من الحى أيا من أدوات النظافة أو المطهرات لتنظيف الحمام وأكتفى بسكب المياه فى الحمام كل فترة، لذا تنبعث من دورة المياه رائحة كريهة على طول، حتى الصيانة أنا المسؤول فإذا تعطلت الحنفية أقوم بتغييرها على نفقتى الخاصة ويرفض المسؤولون فى الحى صيانتها بل ويقولوا لى: صلحها من البقشيش اللى بتاخده»، ويضحك حمدى وهو يقول: «الحكومة بتاخد مابتديش البلدية اللى بطارد البياعين وبتلم إشغالات الطريق هتجيب مطهرات ومنظفات للحمام أو تصلحه».
الناس لا بترحم ولا بتسيب رحمة ربنا تنزل، هكذا يقول حمدى عن المترددين على الحمام، فبعد غلقه للحمام يقوم البعض بالتبول على باب الحمام، كما تعرض للسرقة فى وقت قريب حيث دخل رجل ومعه شنطة وبعد فترة خرج، واكتشف بعدها أنه سرق الحنفيات الجديدة التى اشتراها بـ20 جنيها منذ أيام واستبدلها بحنفيات قديمة بتسرب الماء..وحزن من الموقف وحاولت زوجته التخفيف عنه وقامت بشراء حنفيات جديدة له.
وعم حمدى لديه 7 أبناء تزوج منهم فتاتان وثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة ومنهم موظف فى هيئة النقل العام ولا ينتظر المساعدة منهم، بل يدعو من قلبه أن يعينهم الله على حالهم فالحياة صعبة والطريق أمامهم طويل.
المسؤولون فى الحى يطالبونه بدفع نفقات أعمال الصيانة من «البقشيش»
«حمدى» 24 سنة فى تنظيف الحمامات العمومية.. يشترى المنظفات من حسابه الخاص ويعانى من السرقة
الخميس، 02 سبتمبر 2010 10:41 م
عم حمدى
انتصار سليمان - تصوير - محمود حفناوى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة