ألقت أمس أجهزة الأمن أمس الأحد القبض على شقيقتين كانتا تحاولان بيع طفل لأسرة لا تنجب بمنطقة الشرابية مقابل 40 ألف جنيه، الشقيقتان إحداهما 18 عاما أم الطفل الصفقة كانت متزوجة بعقد عرفى من شاب ، وعندما حملت منه تنكر لها فاستعانت بشقيقتها لحل الأمر ، ولأن السيدات لسن كلهن فى شجاعة هند الحناوى وقدرتها على مواجهة الآباء الأنذال بحقيقة نذالتهن فى ساحات القضاء ، قررت الشقيقتان ضرب عصفورين بطلقة واحدة ، التخلص من الفضيحة وتحقيق مكسب سريع ولو بالتجارة فى الأبناء ، ألسنا فى زمن البيع .. بيع أى شيئ وكل شيئ !
بالتوازى مع قضية الأم التى حاولت بيع طفلها فى الشرابية ، كان ملتقى شباب رواد أعمال دول البحر المتوسط وإفريقيا والشرق الأوسط يفتتح أعماله بالقاهرة ويتصدى لمناقشة قضية التجارة فى البشر، بحضور السيدة سوزان مبارك التى أشارت إلى أن عدد من الأسر المصرية تلجأ للاتجار فى البشر بسبب الفقر والبطالة وعدم وجود السكن الآدمى المناسب وافتقاد المهارات المناسبة التى تمكنهم من الحصول على حياة كريمة
إشارة السيدة سوزان مبارك الواضحة والصادقة تطرح سؤالا بديهيا ، أين الحكومة ؟ أليست الحكومة مسئولة بالدرجة الأولى عن استيفاء الاحتياجات الأساسية للمواطنين والعمل على تحقيق التقدم للمجتمع والنهوض بشئونه؟
أليست الحكومة منوطة أساسا بكفالة الحقوق الأساسية للمواطنين ، وضمان حياة آدمية كريمة لهم؟ هذا التساؤل المعروفة إجابته يجرنا إلى سؤال تال وضرورى ، هل هناك وسائل لمساءلة الأداء الحكومى ؟ الإجابة النظرية نعم ، على اعتبار أن لدينا أجهزة رقابية ومحاسبية يتقدمها مجلس الشعب ، لكن كما نعلم هناك خلط بين حكومة الحزب وبرلمان يحتل فيه الحزب الأغلبية الميكانيكية ، ويستطيع وقف أو تعطيل أى محاولات رقابية على أداء الحكومة ، بل إن هناك عددا من الوزراء يجمعون بين وظائفهم التنفيذية وبين الدور الرقابى فى البرلمان.
فى ظل هذا الخلط المدمر ، ليس غريبا أن تزدهر تجارة البشر عندنا رغم التصديق على أول قانون لتجريمها ، ورغم جهود بعض منظمات المجتمع المدنى للتوعية بمخاطر تصدير أطفالنا إلى أوربا ، لأن القانون والمجتمع المدنى لن يستطيعا تقويم الأداء الحكومى السيئ الذى ألجأ الناس إلى بيع أبنائهم حتى يعيشوا
وإذا كانت أجهزة الأمن قد استطاعت القبض على شقيقتى الشرابية قبل بيع طفلهما ، فهناك الآلاف ينجحون فى البيع ، بل إن أداء الحكومة الرشيدة أفرز طبقة " ناس الشوارع" التى تضم عدة أجيال من أطفال الشوارع يعيشون ويتناسلون ويبيعون أبناءهم ، حتى أصبح شعار المرحلة " بيع إبنك بيع حتى لو مجاش الطوفان".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة