كلما سمعت أو قرأت تصريحاً لأحد المسئولين عن المياه عندنا شعرت بالعطش وجفاف الحلق، فغالباً ما تأتى تصريحاتهم فى سياق المنّ على المواطنين بأنهم يجدون قطرات مياه تنزل من الحنفيات بسهولة شديدة ، وكأنهم يلعبون دور دول منابع النيل على المستهلكين الذين أصبحوا فى نظرهم مثل مصر والسودان دولتى المصب المحتاجين لـ رضا أثيوبيا وأوغندا!
آخر تصريحات هؤلاء الأشاوس المسئولين كانت للواء محمود نافع رئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحى بالفيوم أمام الحلقة النقاشية التى نظمها مركز النيل للإعلام بشمال الصعيد لترشيد المياه حيث تفضل سيادته وعاير المواطنين بأن متر المياه يتكلف على الدولة 112 قرشاً فى حين تبيعه للمستهلكين بـ 23 قرشاً فقط ثم نظر للحاضرين من فوق لتحت وضرب يده على المنضدة أمامه حتى اهتز الميكروفون متوعداً بأن هذا النعيم لن يستمر، وكأن كل المواطنين يمتلكون ملاعب جولف داخل شققهم الحجرتين وصالة.
وهنا أود أن ألفت نظر السيد اللواء إلى عدة نقاط أولها الارتفاع المتواصل لفواتير مياه الشرب والتقديرات الجزافية حتى تجاوزت قيمتها بمراحل فواتير استهلاك الكهرباء وأصبح معها استهلاك زجاجات المياه المعبأة أرخص بالنسبة للمواطنين محدودى الدخل
النقطة الثانية تخص نسبة الكلور ومواد المغالجة التى تضيفها الشركة ومعدلات الأمان الكفيلة بالحفاظ على الصحة العامة ،للمواطنين وأدعو سيادته إلى وضع كمية من مياه الشرب العادية من خمس محافظات مختلفة ولتكن السويس والدقهلية والقاهرة والإسكندرية وأسيوط فى زجاجات وأن يتركها لمدة خمسة أيام فى درجة الحرارة العادية ثم يخضع هذه العينات للاختبارات الضرورية بدءً من النظر بالعين المجردة والشم بالأنف المجرد ،إلى التحليل المعملى ثم يفيدنا بالتغيرات التى طرأت على هذه العينات .
ثالثاً أدعو السيد اللواء إلى البدء بالهيئات والمصالح الحكومية فى ترشيد المياه وأذكره بالدراسات الموثقة التى أكدت أن صنابير الهيئات والمصالح الحكومية مفتوحة ليل نهار كما أذكره بأن ملاعب الجولف فى التجمعات السكنية والمدن الجديدة تستهلك أضعاف ما تستهلكه آلاف الأسر فى عشوائيات عزبة خير الله والدويقة والوايلى وأرض اللواء .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة