لم ينتبه الكثيرون للتصريحات البسيطة التى أدلى بها فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حول استعداده لزيارة دول حوض النيل التى ترتبط معها مصر بشريان المياه، وذهب الطيب بعيدا فى تصريحاته بأن وعد بزيادة أعداد المنح التى يقدمها الأزهر لطلاب دول حوض النيل، ومن وجهة نظرى فإن هذه الفكرة أو التوجه الذى يتبناه شيخ الأزهر الحالى وهو عالم جليل يعرف قدر وقيمة المؤسسة الدينيه الأهم والأكبر والأكثر تأثيرا فى العالم والتى أهملنا جميعا فى الحفاظ على سمعته وتاريخه داخل وخارج مصر، هى فكرة رائعة وتجربة أتمنى أن تتحقق ويجب أن تتكاتف جهات كثيرة فى الدولة لإنجاح الفكرة وتنفيذها فى أسرع وقت وبشكل يليق بقيمة ودور وتاريخ الأزهر وتأثيره المعنوى فى إفريقيا.
لا ينكر أحد أن الدولة المصرية انشغلت عن إفريقيا لسنوات طويلة بلا مبرر منطقى، وعندما بدأنا نلتفت إلى مصالحنا هناك كانت قد سبقتنا الكثير من الأيادى تبذل جهودا جبارة للقضاء على أى تواجد لمصر هناك، والآن أصبحت الفرصة مواتية بقوة بعد مبادرة شيخ الأزهر، لأن تستعيد مصر جزءا من مكانتها داخل دول حوض النيل كمقدمه لاستعادة دورها فى إفريقيا عموما.
الجميع داخل دول حوض النيل ما زال يقدر ويحترم الأزهر ويعتبره الكثيرون رمزا للتنوير والاعتدال، ويمكن للدولة أن تستثمر دور ومكانة الأزهر فى إصلاح وتقوية أواصر العلاقات مع دول حوض النيل التى أصبحت شوكة حقيقية فى جنوب مصر وتهدد بشكل أو بآخر مستقبل مياه نهر النيل.
قد لا يشعر البعض بتأثير ما يمكن أن يقوم به الأزهر حاليا من جهد فى إفريقيا، ولكن بالتأكيد سوف تكون هذه المبادره التى تنطلق الآن، أملا للأجيال المقبلة التى ستحصد ما نزرعه نحن حاليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة