شامير «فبرك» قصة لجاسوسة وهمية اسمها إيزابيل بيدرو .. قال إنها سرقت وثائق عن السد العالى

الجمعة، 24 سبتمبر 2010 01:22 ص
شامير «فبرك» قصة لجاسوسة وهمية اسمها إيزابيل بيدرو .. قال إنها سرقت وثائق عن السد العالى إيزابيل بيدرو
محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ اللواء اليزل: إيزابيل أشبه بقصة سينمائية من خيال الموساد قبل ذكرى عبدالناصر وأثناء المفاوضات المباشرة

«إنها رواية خيالية أشبه بفيلم سينمائى مصنوع فى الموساد لكن الحبكة غير قوية على الإطلاق»، هكذا ينفى اللواء سامح سيف اليزل، وكيل المخابرات العامة الأسبق، قصة الجاسوسة إيزابيل بيدرو التى فجرتها مذكرات رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إسحاق شامير والذى يزعم أنه نجح فى زرعها بين كبار القادة المصريين وأعضاء مجلس قيادة الثورة بين عامى 1962 و1965، لجلب معلومات عسكرية عن تحركات الجيش المصرى وعن تصميمات السد العالى.

اللواء اليزل أكد أنه من غير المتصور وجود الجاسوسة إيزابيل بيدرو فى الفترة بين عامى 1962 و1965 بسبب وجود زكريا محيى الدين على رأس وزارة الداخلية، وتبعية المباحث العامة له، ووجود صلاح نصر على رأس جهاز الاستخبارات العامة.

فضلاً عن بدائية التجنيد بطريقة مكشوفة وساذجة، وتوقيت القصة المفبركة المبنية على خيال شامير للتأثير على المفاوض العربى والفلسطينى.

كل قصص الجاسوسية تبدأ برنة تليفون أو رنة جرس، فالرواية الإسرائيلية حول إيزابيل بيدرو تبدأ حينما رن جرس شقة إيزابيل بيدرو فى جفعاتيم (أحد أحياء تل أبيب) نظرت من العين السحرية فرأت شابين لا تعرفهما، أبلغاها أنهما يريدانها فى عمل خارج إسرائيل متعلق بأمور أمنية، أدخلتهما فرويا لها ملخصاً دقيقاً لقصة حياتها ورفضا أن يردا على السؤال: من الذى أرسلكما إلىَّ واكتفيا بالقول إن المسؤول عنهما واثق من أنها ستفيد أمن إسرائيل فى مهمة خارج البلاد.

كانت إيزابيل،28 سنة، مهاجرة لم تتجاوز فترة مكوثها فى إسرائيل سوى عام واحد، كانت من أصول إسبانية ثم انتقلت عائلتها لفترة لهولندا، واعتقدت للوهلة الأولى أن الأمر يتعلق بشبكة دعارة فتوجهت لقسم الشرطة وروت ما حدث، وتلقت وعداً بالرد عليها، وبعد يومين حضرت شرطية لمنزلها وأكدت لها أن شكوكها فى غير محلها وأن العرض جاد.

عملت إيزابيل جاسوسة فى القاهرة تحت إشراف الموساد الذى كان يترأسه آنذاك إسحاق شامير، ونظراً لعدم إتقانها اللغة العربية وتحدثها بالفرنسية فقد تم عرض ثلاث دول عربية عليها ليتم زراعتها فى إحداها هى سوريا، لبنان، مصر، واختارت إيزابيل مصر لعشقها للآثار - حسبما قالت لـ«هاآرتس» - لكون مصر العدو الرئيسى لإسرائيل وكلفها برصد مواقع البنية التحتية هناك.

الرواية الإسرائيلية تدور حول عمل إيزابيل كوافيرة بفندق شهير «سميراميس» وتعرفها بزوجات أعضاء مجلس الثورة ومسؤولين آخرين وحصولها على معلومات منهم بسبب ترددها عليهم فى منازلهم وفى نادى الجزيرة.

كانت هذه هى الرواية التى نقلتها صحيفة هاآرتس العبرية وهو ماشكك فيه اللواء اليزل، مشيراً الى أن الإعلان عن مثل تلك المزاعم فى مذكرات إسحاق شامير أو غيرها يأتى رداً على كشف العديد من عمليات الموساد الفاشلة فى الدول العربية ومصر فى السنوات الأخيرة، وفضح العديد من قضايا التجسس لصالح أفشل جهاز مخابراتى فى العالم وهو الموساد فى مصر وغيرها من الدول، مضيفاً أن لمصر باعاً طويلاً فى عملياتها المخابراتية الناجحة للغاية داخل إسرائيل فى السابق. اليزل يرى أن إسرائيل تريد من خلال الجاسوسة المزعومة أن تبنى نجاحاً وهمياً على حساب مصر لزرع الثقة لعملائها فى الخارج وخاصة بعد كشف تفاصيل عمليات اغتيال القيادى فى حركة حماس محمود المبحوح. وأوضح اليزل أن أصداء انتصارات حرب السادس من أكتوبر المجيدة وتحقيق القوات المسلحة المصرية لانتصارات مذهلة أذاقت خلالها الجيش الإسرائيلى مرارة الهزيمة والانكسار ونكبة لم يشهدها من قبل خلال تاريخه العسكرى، والتى تعد الضربة القاصمة لتل أبيب، قد تكون السبب الرئيسى لنشر مثل ذلك الحوار فى تلك الأيام، وخاصة أن اليهود يحيون ذكرى قتلاهم فى تلك المعركة تزامنا مع عيد «يوم الغفران» الأسبوع الماضى، وقبل ذكرى الرئيس عبدالناصر فى 28 سبتمبر من كل عام.

وهاجم اليزل الموساد بشدة قائلاً: «إنه من الغباء أن تقوم إسرائيل بنشر تلك القصص فى هذا الوقت تحديداً، فى الوقت الذى ترعى فيه مصر المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بجانب الولايات المتحدة الأمريكية»، مشدداً على أن هذا الأمر يعد بمثابة إهانة لمصر من جانب وسائل الإعلام الإسرائيلية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة