بمنتهى الجهل وكل السذاجة يسرد السفهاء وبصمجية الإعلام الفضائى ويبوحون بجهلهم المطلق على الشاشات الاستهلاكية ويناشدون رجال الشرطة معاقبة وملاحقة والضرب بيد من حديد ضد المشجعين أو مهاويس كرة القدم.. ولا أعلم من أين أتى هؤلاء المذيعون الفاشلون بكل هذه القسوة وشهوة الانتقام وحالة الكراهية الكبرى للجماهير المصرية ومن منحهم هذه الحقوق لكى يشعلوا ويؤججوا نار الفتنة بين تلك الجماهير ورجال الشرطة.. وكأن تلك الجماهير تتحدى وتقصد إهانة رجال الشرطة من سيل شغبهم.. وللأسف الشديد صّور جهلاء الإعلام الفضائى القضية ولخصوها وكأنها حالة خصومة بين الجماهير والشرطة.. وطبعا لم يسع هؤلاء الفاشلون أن يبحثوا وينقبوا فى سر غضب شباب جامعى باتوا خريجين أكلهم غول البطالة المتوحش ولم تسع أى وزارة فى حكومة د.نظيف أن تطبطب على أكتافهم أو تأخذ بأيديهم لتشاركهم فى أى مشروع قومى حتى لو كان دون مقابل مادى يشعرون فيه بقيمتهم كآدميين وليكون لهم دور فاعل فى مجتمعهم الذى لم يروا منه خيرا.. فذهبوا إلى المدرجات ربما يجدون فيها تفريغا لطاقاتهم المخزونة وانحشروا وسط جماعات منظمة ليهتفوا ويلتفوا ويرفعوا يافطات وأعلاما لناديهم المفضل الذى وجدوا فيه ملاذا ومكانة وقيمة وقامة لشخصيتهم.. وباتت فكرة الفوز والانتصار على الآخر هى الفكرة الراجحة لديهم والتى يرتبون ويعدون لها العدة طوال الوقت ولكن جهلاء الفضائيات ظلوا ينفخون فى «كير» الفتنة الكروية ويعلو شأنها وبات هؤلاء الفضائيون ينفذون سياسة «كيد النسا».. فكل خناقة كروية يخلقها السادة المسؤولون فى الأندية الكبرى يتلقفها الفضائيون وينحازون بكل مهارة إلى طرف على حساب آخر.. ففقدت تلك الجماهير مصداقية الجميع سواء فى قضية «جدو» الكبرى التى أزعجت آذان تلك الجماهير وشعروا معها وفيها بالمهانة.. مفاوضات فتح الله وشيكابالا التى ربما تكون وهمية مع الأهلى زادت الاحتقان.. وجاء تفجير المحكمة الإدارية بحل مجلس إدارة الزمالك لتفقد تلك الجماهير كل الثقة فى الجميع فإذا كانوا بالأمس القريب أداروا وجوههم عن حكومة د.نظيف.. فاليوم أيضا ضاعت آمالهم وأحلامهم المنتظرة وضاع الاستقرار وضاع الحلم الذى باتوا ينتظرونه فى السنوات الخمس الأخيرة وبالأمس القريب هاج جماهير الأهلى أيضا فى مباراة ودية لفريقهم وأداروا معركة كبرى مع رجال الشرطة على ملعبهم وشهدت أيضا مباراة الإسماعيلى والأهلى الأخيرة فى دورى أبطال أفريقيا نهاية حزينة بعد أحداث الشغب التى قامت بها الجماهير وكان نصيبها أيضا الحبس بعد المثول أمام النيابة.. ويبدو أننا أمام مسلسل الفتنة الكروية الكبرى التى ستأكل الأخضر واليابس قريبا.. ويبدو أيضا أن سعار كرة القدم بات هو الأقرب للفوضى.. ويبدو أيضا أن ما لم يقدر عليه النشطاء السياسيون والحركات الاحتجاجية ربما يقدر عليه شعب كرة القدم بعدما أصبحوا ضحايا دولة رفضت أن تأخذهم فى حضنها وأيضا أندية كروية قدمتهم قرابين لصراعاتهم.. وإعلام فضائى موتور مارسوا عليهم فنون وألوان النفاق لرجال الشرطة وهم لا يعلمون أنهم يدفعون الجميع إلى الصدام الذى سنخسر فيه الجميع.. ولذا فأرى أنه الحل الوحيد لتلك الفتنة الكبرى أن يعيد السادة المسؤولون فى الأندية صياغة تصريحاتهم ويبتعدوا قليلاً عن سياسة «كيد النسا» ونخفف قليلا بورصة وتسعير اللاعبين التى ارتفعت بشكل جنونى وسط حالة من المشجعين المفلسين أو العاطلين وليتفق الإعلام الفضائى ولو لمرة واحدة أن الانحياز أو ضرب تلك الجماهير ليس لصالح الكرة المصرية.. لأن عزوف هذه الجماهير عن حضور المباريات سيعلن وفاة لعبة كرة القدم.. فتعالوا نتفق أن هذه الجماهير هى ردود أفعال لكل التصريحات الساخنة وعدم الوعى الإعلامى لأهل الفضائيات ويبقى أن يبتعد هؤلاء عن التمثيل بأجساد الجماهير مستخدمين اسم الشرطة المصرية.