أنت مجبر على الاتفاق معى على أن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى هو أكثر أبناء آدم سعادة على وجه الأرض الآن، أنت مجبر على الاتفاق معى على أن إمبراطور المال والإسكان يجلس الآن داخل زنزانته والفرحة تقفز له من بين كل قضيب وقضيب.. وهل يمكن أن يكون هناك رجل أسعد من هشام الآن؟
هل يمكن أن يكون هناك رجل أسعد من هشام طلعت مصطفى، الذى استعاد رقبته بعد أن كانت داخل حبل المشنقة، وقبلها بساعات عادت إليه "مدينته" بعد رحلة لف ودوران قانونية كادت أن تحول ملكيتها لأشخاص آخرين، الوضع اختلف الآن.. لابد أن نعترف بذلك.. لابد أن نعترف أن الحظ وتدابير القدر، وربما تدابير وتدخلات أخرى أقوى من كل توقعاتنا وأقوى من أحداث تلك الشهور والأيام الماضية، التى قالت بانهيار إمبراطورية هشام طلعت مصطفى.
نصفكم على الأقل غير مقتنع بمشهد النهاية، ونصفكم على الأقل يشكك فى منطقية المخرج والمؤلف، ويصف أحداث فيلم "هشام وسوزان ومدينتى" بغير المنطقية، أنتم غير مقتنعين بتسلسل الأحداث ومصدمون من مشهد انقطاع حبل المشنقة وعودة ميدنتى، ومندهشون من سرعة قدوم الحلول بعد العقد والمشاكل، ومستنكرون لفكرة أن تنتهى القضية التى شغلت مصر وهلك الجميع وهرولوا لمتابعة تفاصيلها خلال 72 ساعة فقط.. ولكن لا تتعجب فإنها إرادة الله، كما يكتب سائقوا النقل على خلفيات سياراتهم، أو إرادة أخرى قفزت فجأة من تحت الترابيزة إلى سطحها لتغير مجرى الأحداث، كما أراد مخرج هذا الفيلم طبقاً للقاعدة الشهيرة المعروفة والسائدة حتى ولو كانت ضد المنطق.. المخرج عايز كده.
أيها المتفاجئين والمندهشين والمصدمين لا تلوموا أحداً سوى أنفسكم، فإما أنكم لستم من هواة أفلام الإثارة والتشويق ولم تعتادوا رؤية تلك الأفلام، التى يموت بطلها ألف مرة ثم يبعث من جديد بقدرة قادر، أو أنكم لم تقرأوا روايات الأبطال الخارقون الذين يحلون العقد وينقذون المدينة فى آخر خمس دقائق بالفيلم – يمكنك أن تعتبر هشام بطلاً خارقاً، فهو يملك من المليارات ما تجلعه على قدم المساواة فى القوة والنفوذ مع سبايدر مان مثلاً- وإما أنكم تخيلتم فى لحظة ما أن هناك سيناريو مثالى يبدأ ويسير وينتهى حسب رغبة المتفرجين، أيها المصدمين والمندهشين لا شىء يمكن أن تفعلوه الآن سوى التصفيق.. صفقوا لأن الفيلم كان مبهراً والعقدة على قدر ما كانت محكمة وصعبة انفرجت فى أقل من 72 ساعة فقط.
هل يمكن أن تتخيل ذلك؟ هل يمكن أن تتخيل أحداث قضية "مدينتى" التى انقلبت البلد رأساً على عقب بسبب حكم بطلان تخصيص أرضها لشركة هشام طلعت مصطفى، ثم انقلبت البلد مرة أخرى حينما أعادتها الدولة لهشام مقابل 10 مليارات.. هل يمكن أن تتخيل كيف بدأت الحدوتة وكيف انتهت؟ هذا هو جمال سيناريو الفيلم يا سيدى أن تظهر فى أواخره عقدة جديدة ومثيرة يتم تفجيرها بشكل يصيب الناس "بدوخة"، حتى يتبعها حل للعقدة.. الأهم والأكبر فيتقبلها الجمهور فى ظل حالة "الدوخة" التى يعانيها من تفجير القنبلة الأولى!
الوقت الآن ليس وقت تفسيرات ولا وقت أسئلة من نوعية كيف حدث الحادث.. الوقت الآن وقت الاستمتاع بمشهد النهاية.. وقت الإستمتاع بتفاصيل 72 ساعة وجد خلالها هشام طلعت مصطفى رأسه بين كفيه بدلاً من حبل المشنقة "ومدينتى" فى خزائنه بدلاً من خزائن الدولة أو خزائن أى منافس آخر.. اندهشوا واستمتعوا يا أعزائى، وفى المرة القادم كونوا أكثر حذراً وأنتم تضعون توقعاتكم لمشاهد النهاية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة