محمد أمين عويس عمره 54 عاماً، عامل بمديرية التضامن الاجتماعى، يقيم بقرية بلفيا مركز بنى سويف، أصيب بشلل نصفى وضمور بالساقين منذ ولادته، ولعدم قدرته على الحركة اشترى أهل الخير له كرسيا متحركا يعتمد على اليد فى القيادة، ومع مرور الأيام أنهكه التعب فلم يستطع قيادته خاصة بعد تهالكه نتيجة الاستخدام المستمر، فاعتمد على الجيران فى دفع الكرسى حتى يصل إلى مكان عمله ليبدأ مرحلة جديدة من المعاناة، حيث يصعد إلى الطابق الثانى حبوا على يديه ليصل لمقر عمله بالوحدة الاجتماعية بالقرية.
الابن رمضان محمد أمين وأخته عفاف ولدا مصابين بمرض أبيهما، فضلا عن إصابتهما بضمور فى اليدين، ورغم بلوغهما مرحلة الشباب فإن جسمهما النحيف لم يكتمل نموه، وحجمهما يماثل الطفل الصغير، كما أن كلا منهما يعتمد على والدته فى تناول الطعام والاستحمام وقضاء الحاجة، وعند رغبة أى منهما فى التنقل داخل المنزل تحمله والدته، ولكن الابن لا يمكن حمله سوى من منطقة الرقبة أسفل الذقن خشية حدوث كسور فى جسمه تحتاج إلى شهور للالتئام لأن كتفه ليست بها عظام وعضلات.
رغم ما يعانيه الأب وأبناؤه لا تفارقهم ابتسامة الرضا بقضاء الله ويحبهم أبناء القرية ويقضون معهم الساعات فى جلسات السمر لتسليتهم ويستضيفونهم فى منازلهم.
يقول الأب: تزوجت وأنجبت 5 من الأبناء 3 منهم أصحاء بدون إعاقة، ولم يكمل تعليمه سوى ابنى الأكبر الذى حصل على مؤهل متوسط، وعندما أردت تزويجهم، ولضيق المنزل، قررت شراء منزل كبير، فحصلت على قرض من أحد البنوك يخصم من راتبى، ولا يتبقى من المرتب سوى 250 جنيهاً.
الابن رمضان، 20 عاماً، يقول: لا أستطيع الحركة وأعتمد على والدتى فى حملى من مكان إلى آخر داخل المنزل، لذلك أشعر أننى أثقل عليها وأحمّلها فوق طاقتها منذ ولادتى، وتناولنى الطعام فى فمى بيديها، لأننى لا أستطيع حمل أى شىء بيدى، لذلك أحلم بأن يكون لدى كرسى متحرك من النوع الحديث يريحها ويعيننى على الحركة والتنقل داخل القرية والذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة وزيارة أصدقائى الذين يخففون عنى مصاعب الحياة.الشقيقه عفاف، 18 عاماً، رغم مرضها فالابتسامة تعلو وجهها مثل باقى أسرتها، وهى دائمة التفاؤل فضلاً عن حمرة الخجل التى لا تفارقها وتعلق قائلة: كنت أتمنى دخول المدرسة وتعلم القراءة والكتابة ولكن إصابتى بهذا المرض منعتنى وأقعدتنى فى المنزل، وأعتمد على والدتى فى تناول الطعام والشراب والتنقل داخل المنزل، وأيضاً الاستحمام. وتصف عفاف أصدقاءها من بنات القرية بالحبايب، تتمنى الحصول على كرسى متحرك حتى تستطيع الذهاب إلى أقاربها وجيرانها وأصدقائها
.
الأم مديحة محمود عبدالتواب تقول: زوجى وأبنائى من حقهم علىّ رعايتهم لظروفهم الصحية، ولم أقصر يوما فى خدمتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة