مدحت قلادة

حسناً فعل شيخ الأزهر

الخميس، 30 سبتمبر 2010 08:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفاءل الأقباط خيراً باختيار الدكتور الطيب شيخاً لمنارة الأزهر لمِا يتمتع به من وداعة، فالأزهر حصانة الإسلام المعتدل ضد اختراق الفكر الوهابى المستبيح لحياة المخالفين فى الدين والمذهب، حسناً فعل فضيلة شيخ الأزهر حينما أصدر بيانا مع فضيلة مفتى الديار المصرية ووزير الأوقاف لغلق باب إشعال الفتن الطائفية فى مصر، منتقداً تصريحات نيافة الأنبا بيشوى التى أساءت لأخوتنا شركاء الوطن.

بالطبع خروج الأزهر ببيان.. أغلق الطريق على جماعات الإسلام السياسى التى تبغى إشعال مصر والنيل من وحدتها واستقرارها، رغبة فى تحقيق مكسب سياسى اعتماداً على الغوغاء والدهماء الذين قال عنهم الدكتور كمال أبو المجد نائب الرئيس السابق للمجلس القومى لحقوق الإنسان أثناء لقائنا به فى زيورخ منذ عدة أعوام، "إن المتطرفين ليسوا متدينين، بل كل رغباتهم تنحصر فى سماع مشكلة بين مسيحى ومسلم، فيهبوا للسرقة والحرق والنهب بدون وازع دينى أو أخلاقى ومعظمهم مدمنو مخدرات".

كنت أتمنى من فضيلة شيخ الأزهر، خاصة بعد اجتماعه مع أقطاب الإسلام فى مصر، وهم فضيلة المفتى ووزير الأوقاف، إصدار بيان يهاجم كل من سولت له نفسه أن يخون الوطن ويبيع نفسه لقنوات خليجية ليشعل الفتن داخل الوطن.

كان أملى إصدار بيان إدانة للمتطرفين والإخوان والسلفيين مثل الشيخ أبو إسلام الذى وصف مسيحيى مصر بكلمات تدل على انحطاط أخلاقى وانعدام دين مثل "توحشت كلاب النصارى.. كسر الصليب.. الكتاب المقدس محرف".

كان أملى أن يصدر عن الأقطاب الإسلامية بمصر بيان يدين الدكتور محمد عمارة الذى استباح فى كتابه "فتنة التكفير" أقباط مصر، الراغب فى إشعال مصر بحرب أهلية وهجومه الدائم على قداسة البابا شنودة الثالث.. وتكراره الحديث فى مختلف وسائل الإعلام عن أن الكتاب المقدس محرف والديانة المسيحية منسوخة.

كان أملى أن يصدر أيضاً بيان يدين الدكتور زغلول النجار لتطاوله على المسيحية معلناً على الملأ فى القنوات التليفزيونية، واصفاً كتابنا المقدس بأنه "كتاب مكدس".

كنت آمِل من فضيلة شيخ الأزهر ألا يكفى تصريحه بأن التطاول على العقيدة خط أحمر فقط!! بل ورفض عمل وفكر أدعياء العلم والمعرفة المعتقدين خطأ أن دينهم سيزداد رفعة بسب عقائد الآخر.

فضيلة شيخ الأزهر أرسل لكم ولصحبكم الكريم رسالة من مواطن قبطى.. ما رأيكم فى تصريح العوا بأن الأديرة مخزن للأسلحة، وأن الكنائس مستودع للذخيرة!! ما رأيكم فى شيوخ وعلماء مسلمين هدفهم فى الظهور على الميديا هو سب عقيدة أقباط مصر؟ ما رأيكم فى مظاهرات المسلمين وشتائمهم لقداسة البابا ورميهم لصورته أرضاً و"الدوس عليها بالأقدام"؟ ما رأيكم فى أحداث قتل الأقباط بالزاوية 81 فرداً، والكشح 21 فردا، وأبو قرقاص 14 و... و..

هل لفضيلتكم من رد عملى على تلك الأعمال الإجرامية؟ ما رأيكم فى بناء كنيسة من أموال الأقباط؟ ما رأيكم فى تجديد كنيسة؟ ما رأيكم فى قرارات محافظ أسيوط والخط الهمايونى؟ ما رأيكم فى أعمال محافظ المنيا؟ وتعنته فى بناء مطرانية مغاغة؟ ما رأيكم فى الجماعات السلفية وسرقة محلات الأقباط؟

فضيلة شيخ الأزهر التاريخ شاهد على تركتكم الثقيلة، وأخيراً أنا بالطبع ضد ما ذكره الأنبا بيشوى، بل وأؤيدكم أن العقيدة خط أحمر لا يجب المساس به.. ولكن على أرض الواقع فما زالت العقيدة المسيحية تستباح ليل نهار، ونوصم بالكفر والإلحاد والشرك، ويخرج علينا الدعاة وأصحاب والعمائم بأن كتابنا محرف على مرأى ومسمع للجميع.

أخيراً ألتمس من فضيلتكم حماية للوطن رفع صوتكم عالياً ضد كل من تسول له نفسه سب عقيدة أقباط مصر، وأن تساهموا فى عودة منارة الأزهر لصد الفكر الوهابى المخترق الشارع المصرى، وأن توقفوا قنوات الإرهاب الممولة من دول الخليج ودول الجوار.

أختم رسالتى بآية من كتابنا المقدس مما ذكره السيد المسيح كقاعدة ذهبية للتعامل: "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم"، وبسبب هذه القاعدة قال المسيح: "هذا هو الناموس والأنبياء". (مت 7: 12)









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة