التفسير الوحيد والمنطقى للتصريحات غير المسؤولة للأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس ضد القرآن الكريم بمؤتمر «تثبيت العقيدة» بمحافظة الفيوم هو أن بيشوى انضم إلى طابور مثيرى الفتن الكبرى فى مصر، ولم يعد هناك فارق بين قنابل بيشوى وخناجر القس زكريا بطرس وموريس صادق وغيرهما من أقباط المهجر الذين يريدون حرق مصر لصالح المخابرات الأمريكية، وهى الأجندة التى يريدها الغرب ضد مصر.
ولكن الفارق الوحيد أننا كنا نظن أن بيشوى رجل دين حريص على عدم توجيه أى نقد أو إهانة للقرآن الكريم، خاصة أنه محسوب على التوجه الرسمى للكنيسة المصرية التى يزعم قادتها أنهم أحرص على سلامة الوحدة الوطنية حتى من بعض المسلمين، وكانوا دائما حتى وقت قريب يروجون أنهم يعملون مع بعض الرموز الإسلامية لإطفاء أى فتنة يقف وراءها الموتورون من الطرفين، لكننا فوجئنا بأن بيشوى نفسه جزء من معادلة التطرف، بدأ بهجوم نارى على الدكتور محمد سليم العوا بزعم أنه قال فى قناة «الجزيرة» إن الكنائس بها أسلحة، وهو ما لم يقله الرجل، ثم ترك بيشوى العوا ليهاجم القرآن، ويتساءل بيشوى بخبث شديد فى ورقته التى تم نشرها فى مؤتمر الفيوم عما إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم «قد قيلت فى وقت النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) أم أضيفت فيما بعد فى عهد عثمان»، داعيا إلى مراجعتها؟
هذا السؤال الخبيث لا يختلف كثيرا عما يردده القس زكريا بطرس والمحامى المارق موريس صادق ضد الإسلام ونبيه وقرآنه.. بيشوى خرج عن وقار رجل الدين ليتحول إلى قائمة المتطرفين فى مصر، لأن ما طرحه بيشوى من أسئلة عن القرآن هو مس بالعقيدة، وهو ما لم يفعله كبار علماء الدين فى الإسلام مع الإنجيل، لأنهم حريصون على الوحدة الوطنية وملتزمون بالنهج الإسلامى المستمد من الآية القرآنية «لكم دينكم ولى دين».
وحتى لا يتهمنا البعض بأننا نتحامل على الأنبا بيشوى لأن هناك رجال دين إسلامى يهاجمون العقيدة المسيحية، فإننا نقول لهؤلاء إن صدور مثل هذه التصريحات الطائفية من الرجل الثانى فى الكنيسة المصرية هو ما يجعلنا نراها جريمة كبرى تستهدف الوحدة الوطنية التى يتغنى بها بيشوى قبل البابا شنودة، كما أننا نشعر أن مثل هذه السقطات من قيادى بالكنيسة وراءها هدف «خبيث» هو جر الوطن إلى فتنة كبرى تأكل الأخضر واليابس، وأن بيشوى تعمد توزيع كلمته على الصحافة لنشرها بهدف خفى لا يعلمه إلا بيشوى.. والأيام القادمة ستكشفها والدليل الاعتذار «الماسخ» للأنبا بيشوى الذى خففه اعتذار البابا نفسه للمسلمين، والذى لو لم يصدر من البابا الآن لما هدأت الأمور.. ولو قليلا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة