◄◄سان فرانسيسكو مدينة الـ«Golden Gate» والـ«Alcatraz» والصينيون والفقراء الذين بدأوا يكرهون أوباما
أعرف جيداً أننا فى مصر لا نحب تلك اللقاءات التى تجمعنا بهؤلاء الذين سافروا فى رحلات عمل أو سياحة أو دراسة إلى أوروبا أو أمريكا، خاصة لو كان الزمن المحدد لهذه اللقاءات عقب العودة مباشرة، أو تلك الفترة التصى يمكن أن نطلق عليها زمن النشوة، وعدم الخروج من شرنقة التأثر بكل ما كان فى الدولة محل الزيارة، بالبلدى كده يكره أغلب المصريين لقاء العائدين من أوروبا وأمريكا بعد عودتهم مباشرة، نظراً لحالة الحكى التى لا تنتهى عن مكان الزيارة والتى يعتبرها البعض حالة حكى تفاخرية، بينما يراها البعض حالة حكى تصيبه بالاشمئزاز من الوضع فى بلده، خاصة لو كان الزائر وأصدقاؤه من أبناء بلدان العالم الثالث والدولة محل الزيارة كانت الولايات المتحدة الأمريكية كحالتى أنا..
انتظر لحظة ياعزيزى.. لا تنسحب من قراءة ماتبقى من السطور، فأنا لن أحكى لك تفاصيل رحلة سياحية أو تجربة شخصية، وبالطبع لن أسقط فى الفخ القديم، وأبدأ الحكى لكم بالجملة الشهيرة «عندنا فى أمريكا»، فأنا لست أمريكيا،ً والزيارة كلها على بعضها لم تتعد حاجز العشرين يوماً، وأنت بالطبع لست واحداً من شلة المقهى أو البلاى ستيشن من أصدقائى الجاهزين لتلقى هذا النوع من الهزار..
الحكى هنا واجب مهنى تفرضه على تلك الصورة التى تصلكم غير مكتملة، قد تكون التفاصيل مختلفة عما سمعته من قبل، أو عن تلك الصورة التى رسمتها فى ذهنك للولايات المتحدة من خلال أفلام هوليود، أو أفلام البيت الأبيض، ومن فضلك ياعزيزى كن حسن النية ولا تسبق الأحداث، وتتهمنى بالانبهار وما إلى آخر ذلك من بنود تلك القائمة المحفوظة.
هل طالت المقدمة أكثر من اللازم؟ أعتقد ذلك، ولكن كله يهون فى سبيل الوضوح والبحث عن أرضية مشتركة للتفاهم بين ماهو مكتوب بالنسبة لى، وماهو مقروء بالنسبة لك.. عموماً اسمح لى أن أبدأ من الطائرة التى أقلعت بى من القاهرة..
أنا أحب السفر جدا،ً وأحب أكثر ما يفعله بى، وأحب أكثر وأكثر تلك الأشياء الكثيرة والمفيدة التى أحملها معى، وأنا عائد إلى القاهرة من تلك البلدان الحضارية، لذلك كانت ساعات السفر هينة رغم طولها، وجميلة رغم بطء سيرها، كان كل ما يشغلنى هو أن أعيش تلك اللحظة التى أعبر فيها الخط الأصفر فى مطار كنيدى بنيويورك، وأسير فى شوارع بلد كل الرؤوس فيه على خط مستقيم واحد بفعل القانون، وعلى عكس رؤيتى التى كانت ترى فى أمريكا بلداً بلاستيكيا مصنوعا بحرفنة، ولكن من غير روح وجدت كل شىء هنا ينبض بالحياة، كل شىء هنا فى سان فرانسيسكو وكنساس ونيويورك وواشنطن وفرجينيا منظم، ويمكنك أن تعرف بسهولة من أين بدأ وأين سينتهى؟ لن أحدثك عن النظام أو احترام القانون فتلك أشياء مفروغ منها، وقتلناها بحثاً وخرجنا بنتيجة واحدة نحفظها، ولكن لا نستطيع أن نطبقها فى بلادنا.. نتيجة تقول: «هذه شعوب خلقت القوانين واحترمتها.. فمنحتها القوانين نظاماً ومستقبلاً واضح الملامح».. فى هذه الحلقة سأبدا معكم بسبع حكايات مختلفة من سان فرانسيسكو وكنساس والعدد القادم نستكمل باقى الحواديت مع نيويورك وواشنطن.
المحطة الأولى.. أمريكا الحقيقية فى سان فرانسيسكو.. وغرائب العرب والمسلمين أيضاً!
هى مدينة كل الناس، ستشعر بذلك حينما تبدأ رحلة السير فى الشوارع.. مدينة الجولدن جيت «Golden Gate» والسجن الأشهر فى التاريخ الكاتراز «Alcatraz» والصينيون الذين يشكلون 25 % من نسبة السكان، فى شوارع تلك المدينة الجميلة التى بها كل شىء منظم، وله بداية ونهاية، حتى المشردون الذين يملأون شوارعها، ليبقى الشىء الوحيد غير المنظم هنا المسلمون، وإن شئنا الدقة، تعالى نقول المسلمون أصحاب الأصول العربية، لأن المسلمين أصحاب الأصول الأمريكية أقوى مما نتخيل نحن المقيمين فى القاهرة، أو أى من العواصم العربية، أما المسلمون أصحاب الأصول العربية هنا فى «سان فرانسيسكو»، فهم يطبقون المقولة الشهيرة اتفق العرب على ألا يتفقوا - بحذافيرها، فعلى قدر ما تمتلئ به الشوارع من مسلمين أصحاب أصول تونسية ويمنية وجزائرية ومصرية وفلسطينية وعراقية وشامية، على قدر ما توجد صعوبة فى البحث عن تجمع واحد منظم، يضم هؤلاء الإخوة فى العروبة والإسلام، رغم أن الأمور هنا فى «سان فرانسيسكو» تلك المدينة التى لا ترفض عرقاً أو ديناً أو لونا، تسمح بأى تجمع سواء كان تجارياً أو اجتماعياً أو حتى سياسياً.. وهنا جمعيات خاصة بكل فئة وكل أقلية تدافع عنهم وتجمعهم، أما العرب والمسلمون فلا تسأل لأنك لن تجد مايسرك.. وتعال ببساطة لأصف لك هذا المشهد لكى تحكم أنت بنفسك..
فى منتصف المدينة تقريباً كنا نتجول أنا وصديق مغربى وآخر سودانى، بحثا عن مسجد للصلاة، الصلاة وحدها لم تكن هى الهدف من رحلة البحث عن المسجد، فقد كانت تلك الرغبة فى معرفة كيف يعيش المسلمون فى الولايات المتحدة فى ظل أجواء إعادة بعث روح 11 سبتمبر من جديد هى المسيطرة علينا فى رحلة البحث هذه، الأمر لم يكن صعبا فسان فرانسيسكو كما قلنا هى مدينة كل الناس، وكما وقعت أعيننا على مطعم يمنى وآخر سورى، وقعت أعيننا بسهولة على مسجد التوحيد.. هكذا وبكل بساطة يافطة كبيرة تعلو منتصف شارع فى منتصف المدينة مكتوب عليها مسجد التوحيد.. وأسفلها يافطة أصغر مكتوب عليها مسجد الجالية اليمنية.. ويافطة على يمين واجهة المسجد لأسفل قليلاً كتب عليها «المسجد اليمنى».. دخلنا وصلينا وكان الحديث سهلا لأن أغلب الحضور كانوا من أهل اليمن المقيمين بأمريكا، وحينما سألنا عن مساجد أخرى، قالوا إن بالمنطقة المحيطة أى منتصف المدينة وأبعد قليلاً، توجد ثلاثة مساجد أخرى، وهكذا قالوا بالنص: «يوجد المسجد المصرى.. والمسجد السعودى، والمسجد السورى..» ذهبنا وشاهدنا اللافتات وهى تعلو تلك المساجد الصغيرة، وقفزت الملاحظة ذاتها أمام أعيننا نحن الثلاثة وقلنا.. حتى هنا قررتم الفراق ياعرب..
الأمر السابق مزعج لأنه يوضح لك سر الصورة المشوهة التى نقدمها للأمريكان عن الإسلام، وسر ضعف اللوبى العربى والإسلامى داخل الولايات المتحدة.. الأمر مؤسف لأننا تعودنا على أن الإسلام يجمع ولا يفرق.. الأمر أيضاً مؤسف حقاً حينما تقارن وضع هذه المساجد وما يدور فيها من أحاديث وخطب وبين مسجد الإسلام الموجود فى أوكلاند سيتى أفقر مناطق سان فرانسيسكو وزواره أغلبهم مسلمون من أصول أمريكية.. المسجد رغم صغره وضعف إمكانياته عبارة عن مدرسة صغيرة يقودها إمام وخطيب خفيف الروح وصاحب فكرة.. فقد قال فى خطبة الجمعة مايقوله خطباء المساجد فى مصر طوال السنة، وقسم خطبته بذكاء ونظام إلى أقسام متساوية: الأول فقهى ودينى، والثانى سياسى واجتماعى، والثالث عن نهاية شهر رمضان وأهمية المعاملات، كان حديثا سلساً ومرحاً كان مبتسماً طوال خطبته، وليس كهؤلاء الذين يصعدون للمنابر فى مساجدنا، وهم يتلون الكلام وكأنهم «بيسمّعوا» فى حصة إنشاء، وعلى عكس ما قد تتوقع، كان متحفزاً ضد باراك أوباما، يراه رجلا أبيض فى جسد رجل أسود، كنت أستمع إلى عبد الملك ذلك الإمام الأفروأمريكى وكلامه المستنير ورؤيته التقدمية ويغالبنى شعور واضح وملح، أجبرنى على أن أقول لنفسى آه لو كان للإسلام موطن آخر غير تلك المنطقة العربية.. وهو الشعور الذى أصبح يلح علىّ أكثر وأكثر، بعدما استمعت إلى خطبة جمعة لاحقة فى المركز الإسلامى بواشنطن على لسان ذلك الخطيب العربى الذى لا أعرف حتى الآن، لماذا يخطب باللغة العربية، ثم يعود لترجمة خطبته الفارغة من أى مضمون إلى اللغة الإنجليزية، رغم أنه يخطب فى واشنطن وليس فى القاهرة أو الرياض؟!
فى سان فرانسيسكو عرفت معنى الاهتمام السياسى الحقيقى بالشباب، حينما التقيت بأعضاء مفوضية الشباب التابعة لمكتب العمدة مباشرة، مجموعة من الشباب أكبرهم عمره 25 سنة، وأصغرهم لم يتعد الخامسة عشرة بعد، يشكلون مجلساً يملك سلطة مناقشة العمدة أو حاكم المدينة فى الصغيرة قبل الكبيرة، كما يملك قدرة طرح القوانين، وطرح تعديلات جديدة مناسبة لما يفكر فيه شباب المدينة، المجموعة التى التقيتها لم يكن قد مر على انتخابها أكثر من ثلاثة أسابيع، ومع ذلك كان لديهم عمل بارز ومشروع، بدأ يظهر صداه، وهو إعادة صياغة العلاقة بين الشرطة والشباب، تسمع أفراد المجموعة وهم يتكلمون عن أحلامهم وخططهم السياسية والاجتماعية التى تبحث عن موضع قدم لأبناء جيلهم داخل دوائر صناعة القرار، فتتذكر على الفور الطريقة الطفولية التى تتعامل بها حكومتنا فى القاهرة مع الشباب، وتتحسر وتبتسم وتشد على يد أفراد المجموعة، وتقول لهم يابختكم.. هكذا فعلت وهكذا كنتم ستفعلون إذا استمعتم لهم، لأنكم وقتها ستدركون أن الصورة التى نعرفها عن الشباب الأمريكى بأنه مستهتر وتافه وما إلى ذلك، ماهى إلى نقطة فى بحر صورة مفقودة عن مجتمع لا نعرفه جيداً، وهو للأسف لا يعرفنا أيضاً.
فى سان فرانسيسكو أيضاً يمكنك أن تلمح جزءا من صورة العرب المشوهة، صدقنى حينما تزور المركز العربى الاجتماعى هناك، ستعرف جزءا من الإجابة عن سؤال لماذا يفشل العرب فى تكوين تجمع قوى؟ فى المركز الذى أسسه فلسطينيون ويخدم أكثر من 180 ألف عربى فى سان فرانسيسكو، ستتأكد بنفسك من حالة الضياع العربية، حينما تعرف أن المركز لا يحصل على أى دعم سواء معنوى أو مادى من الحكومات العربية المختلفة، رغم نشاطه المكثف، ورغم ما يملكه من إمكانيات قادرة على أن تجعل منه مركز تجمع عربى قويا، أو جماعة ضغط عربية يمكن استخدامها وقت اللزوم، ورغم كل هذه المغريات يبقى المركز يعمل بجهود المسؤولين عنه الفردية، بينما السادة أثرياء العرب ومسؤولوهم يفضلون شراء اليخوت والقصور وإقامة أضخم الحفلات للتباهى والمنظرة.
المحطة الثانية.. كيف تفوق الهنود على العرب؟ وأول زيارة مصرية لمفوضية انتخابية فى كنساس سيتى!
قبل أن أذهب إلى كنساس سيتى قال لى البعض، لا تنزعج إذا وجدت الأجواء بلاستيكية وجافة، لأنك فى قلب أمريكا الذى لا يعرف التعددية؟.. ذهبت متحفزاً بسبب تلك الرؤية التى نقلها إلى عربى مقيم فى الولايات المتحدة، ولم تمر 6 ساعات فى كنساس إلا وقد وقعت فى هواها، أحببت هدوءها وجمالها ورحابة صدر أهلها ومسؤوليها الذين لم يملوا من الشرح والإجابة عن أسئلتى التى لا تتوقف، فى كنساس سيتى شاهدت أول احتفال تظاهرى حضارى فى حياتى، فى يوم عيدهم خرج العمال بسياراتهم، وأحصنتهم، ودراجاتهم، وسيراً على الأقدام فى أجواء مهرجانية، هم وأسرهم كل فئة تسير مستقلة، وترفع مطالبها ويلقى أطفالها على المشاهدين الكثير من الحلوى واللافتات.. الفلاحون وعمال الكهرباء والسائقون وعمال الماكينات وغيرهم وغيرهم، يسيرون فى صف طويل منتظم فى مظاهرة، بدأت مثلما انتهت دون خروج عن النص، حضرتها النساء وحضرها الأطفال، وسارت الشرطة لتحميها وتنظمها، ووصلت رسالتها للإعلام وللمسؤولين، هكذا بكل بساطة بدأ الأمر وانتهى، لم أسمع عن خلافات بين المتظاهرين حول من يهتف أولاً أو حول نوع الشعارات، أو حول إذا ما كانت المظاهرة صامتة أو غيره، لم أشهد احتكاكات بين الأمن والمتظاهرين مثلما يحدث هنا فى مصر.. ومثلما فعلت مع شباب سان فرانسيسكو، فعلت مع عمال كنساس، شددت على يد أحدهم وقلت له أنت رجل محظوظ فابتسم وقال لماذا؟ فقلت له ده تاريخ طويل أوى يصعب شرحه الآن؟
فى كنساس سيتى كنت محظوظاً بذلك اللقاء الذى صنعته الصدفة، وسمحت لى بلقاء الدكتور افتخار، ذلك الطبيب الهندى الذى يتمتع هنا فى كنساس بشهرة ووضع جيد، وله مكانة خاصة لدى الجالية الإسلامية فى ميتسورى، ولدى حاكم الولاية ومسؤوليها، فالرجل الذى يقدم للأمريكان فى كنساس سيتى نموذجا جيدا وعظيما للإسلام، ويحظى باحترام الجميع هنا، مثال واضح على الفرق بين نوع وحجم التأثير الذى يصنعه العرب فى البلدان الغربية، وما يفعله الهنود والباكستانيون الموجودون فى نفس البلدان، دكتور افتخار وزوجته يقدمان هنا نموذجاً لعائلة مسلمة، تحظى بحب واحترام الجميع، ويمكنك أن تشعر بذلك حينما تتعرف على ابنته فاطمة تلك الفتاة العشرينية التى تتمتع بحماس وقوة، جعلاها من أشهر الناشطات فى المجالات الحقوقية ودعم قضايا المسلمين، والقضية الفلسطينية هنا فى كنساس وفى أمريكا عموماً، ويكفى أن تسير بصحبة فاطمة فى أى مكان لتعرف حجم التقدير والاحترام الذى تحظى به تلك الفتاة الجامعية التى تجعلك تتحسر على حال مثيلاتها فى بلداننا، فاطمة مثل الدكتور افتخار تماما،ً كانا متحمسين لبناء المسجد فى منطقة انهيار البرجين، ولكنهما متحفظان على الصوت الإعلامى العالى فى البلدان الإسلامية المختلفة، ورافضان لأى تصرف قد يشوه سمعة الإسلام، حتى ولو كان هدفه دعم بناء المسجد، ويؤكدان أن الهدف الأساسى الآن ليس بناء مسجد أو غيره، بقدر ماهو إعادة تقديم الإسلام فى صورة مختلفة للغرب، هذا هو الهدف الأولى والأهم.
قبل 24 ساعة من الرحيل عن كنساس فى اتجاه نيويورك كنت على موعد مع زيارة هامة ربما تكون هى الزيارة الأولى لصحفى مصرى داخل مفوضية انتخابية، والمفوضية الانتخابية هى المكان الذى يشهد تدريب وتجيهز كل شىء خاص بالعملية الانتخابية فى الولايات المتحدة، بداية من أصغر انتخابات بلدية فى كل ولاية، وحتى انتخابات الرئاسة التى تقام كل أربع سنوات، وبصحبة المسؤول عن إدارة شؤون المفوضية الانتخابية فى كنساس سيتى، تجولت داخل المكان الذى تم إنشاؤه بشكل بسيط على مساحة تتجاوز الألفى متر، ويضم جميع الأشياء الخاصة بالعملية الانتخابية بداية من أوراق التصويت وآلة التصويت الإلكترونية وحتى الأعلام الأمريكية التى يتم توزيعها على المقرات المختلفة.
عشت مع برايان نيوبى «brian d.newby» المفوض الانتخابى أو الـ«election commissioner» التفاصيل الكاملة للعملية الانتخابية وكيفية التحضير لها والضمانات المطلوبة لحماية الانتخابات من التزوير، كل هذا التعقيد الذى تلمسه ياعزيزى فى الإجراءات الانتخابية الأمريكية هدفه حمايتها من التزوير وليس الفذلكة، كل هذه الدوخة وكل هذه التفاصيل هدفها ضمان الأمان والأمانة الكاملة للعملية الانتخابية، نوع من التقديس حول العملية الانتخابية إلى علم مستقل بذاته، كما قال برايان الذى ابتسم ورفع حاجبيه حينما سألته عن رأيه فى الانتخابات التى تتم فى دول الشرق الأوسط وتحديداً مصر، وإذا كان متابعا لها أم لا؟
برايان قال: هل ستغضب إن حدثتك بصراحة؟ وبمجرد أن قلت لا، انطلق الرجل ليقول أنتم مزورون، العملية الانتخابية لا تصنع نفسها أو أمانها، البشر هم الذين يضعون الخطط ويحددون المسار، وعلى أساس ذلك يختارون أنسب وسائل الحماية، أنتم فى مصر لم تعتادوا بعد على تلك الآلية، الانتخابات بالنسبة لكم موسم للرشاوى المقنعة، ومشكلة مصر وغيرها من بلدان الشرق الأوسط أنها تسعى لإصلاح العملية الانتخابية، بداية من مرحلة الصندوق ثم الفرز، متجاهلة مشوارا طويلا آخر، قبل الذهاب إلى الصندوق، مشوار يعتمد على العقول والإيمان بأهمية الصوت الانتخابى وقدرته على التأثير وإحداث الفارق، ثم ضرب مثلا بالجمعيات الانتخابية الأمريكية التى تهتم بالأطفال وتثقيفهم انتخابيا، وحثهم منذ الصغر على ضرورة الذهاب إلى صناديق الانتخابات، وقال إن هذه الجمعيات تزرع بداخل الأطفال إيمانا بالانتخابات وقوة الصوت الانتخابى.. وأنتم فى حاجة إلى ذلك الإيمان.. الإيمان بالانتخابات وقدرتها على إحداث الفارق هى أول خطوة ستدفعكم إلى ضمان نزاهتها وحمايتها من التزوير، حتى ولو كان ذلك ضد رغبة الأنظمة الحاكمة.
7 حكايات أمريكية من سان فرانسيسكو :
محمد الدسوقى رشدى يكتب.. العرب أشعلوا معركة تجنيس المساجد ومراكز خدمة المهاجرين العرب بلا دعم أو تمويل وسمعة الانتخابات المصرية هى الأسوأ على الإطلاق!
الخميس، 30 سبتمبر 2010 08:47 م
مع الشيخ عبد الملك وبعض المسلمين العرب والأمريكان أمام مسجد أوكلاند سيتى