إذا صح ما نسب للدكتور أحمد نظيف خلال جلسات مؤتمر اليورومنى أمس الأربعاء فلا أعتقد أنه بقى شئ تقدمه هذه الحكومة للبلد وعليها أن تلملم أوراقها وبياناتها وترحل غير مأسوف عليها !
الدكتور نظيف قال ما نصه إن الحكومة حققت كل أهدافها الإصلاحية ولم يعد أمام أعضائها سوى الذهاب للمواطنين فى غرف النوم ومناشدتهم بتخفيض معدلات الإنجاب.
الكلام كما يبدو بوضوح متغطرس ومخالف للواقع بكل المقاييس فعن أى إصلاحات يتحدث الدكتور نظيف إذا لم تنعكس على مستوى حياة الغالية العظمى من المواطنين؟
أكثر من 40% عندنا يعيشون تحت خط الفقر، حسب آخر تقارير التنمية البشرية معدلات الفساد تتصاعد إلى نسب مخيفة سنة بعد سنة حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية، المجتمع يغلى ويمر بحالة غير مسبوقة من العنف الظاهر والمكتوم بفعل الأزمة الاقتصادية الطاحنة وانسداد الأفق أمام ثلاثة أجيال على الأقل!
خلال العشرين سنة الأخيرة انهارت الطبقة الوسطى وحدث أكبر استقطاب باتجاه الفقر من الأغنياء تقابلها كتلة كبيرة من المعدمين والفقراء تماماً كما كان عليه الوقت فى عصر الحفاء قبل الثورة!
تراجعت الرعاية الصحية إلى درجة مخيفة ولم يعد بمقدور المواطن محدود الدخل تلقى الرعاية الطبية والعلاجية إلا فى المستوصفات الخيرية التابعة للمساجد والكنائس الأمر الذى انعكس بدوره فى تغذية الاستقطاب الدينى يا دكتور نظيف!
تراجع البحث العملى فى الجامعات وخرجت بكل جامعاتنا على مدار السنوات الماضية من توائم الجامعات الأفضل على العالم ولولا جهود فردية فى جامعة الإسكندرية خلال العامين الماضيين لظللنا فى آخر القوائم الدولية للجامعات تسبقنا فيها دول أفريقية كانت إلى سنوات قريبة تتلقى المعونات الغذائية والبعثات من مصر!
إن أخطر ما ارتكبته حكومة السيد نظيف ووزراؤه الإصلاحيون أنهم استهدفوا علاج عجز الموازنة على الورق أو دفع نسبة النمو إجمالاً دون النظر إلى توطين هذا النمو لصالح الفئات العريضة من المجتمع وبذلك تحولت حكومة نظيف إلى وزارة تخدم مصالح الأقلية الغنية والمسيطرة فى مصر تماماً كما كانت حكومة جنوب أفريقيا قبل زوال الحكم العنصرى حيث كانت جميع ثروات ومقدرات البلد هناك تصب لصالح الأقلية البيضاء مع ترك الأغلبية السوداء من المواطنين أصحاب الأراضى يسقطون فى مثلث الجهل والفقر والمرضى!
إن آخر شماعات الحكومة التعديل على الزيادة السكانية كسبب لفشلها فى تحويل نسبة النمو الإيجابية من حسابات الأقلية المسيطرة إلى إصلاحات حقيقية للطبقة المعدمة والفقيرة عندنا بحيث يصبح التعليم الجيد كما كان فى مرحلة سابقة فرصة للترقى الاجتماعى وهو الإنجاز الذى أصبح بفضله رجال حكومة متعلمين ووزراء وأثرياء!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة