أحتفظ فى مكتبتى بشريط كاسيت قديم مسجل عليه حوار للدكتور أحمد زويل أجريته معه قبل أكثر من عشر سنوات.. حينها كنا نجلس فى "لوبى" فندق سميراميس المكان المفضل لإقامة العالم الكبير منذ أن أصبح يتردد على مصر بشكل منتظم.. هذا اللقاء شاركت فيه الإعلامية الكبيرة آمال فهمى صاحبة برنامج "على الناصية" قبل أن تنتهى العلاقة بينهما.. كان الحوار مع زويل متنوعا وشاملا للعديد من القضايا والأفكار باستثناء علاقته بمعهد وايزمان الإسرائيلى وعائلته وأقاربه فى دسوق بكفر الشيخ.
الحقيقة أن الفضل فى تقديمى للدكتور زويل قبل أكثر من 15 عاما يرجع إلى أحد الدبلوماسيين المصريين المتميزين الذين كانوا يعملون فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية وتعرف على الدكتور زويل بالصدفه واقنعه بأهمية التردد على مصر ثم قدمته الإعلامية آمال فهمى فى برنامجها الإذاعى الشهير حيث روت لى كيف قابلته مصادفة فى أحد شوارع مدينة كاليفورنيا عندما لفت نظرها علامة أنا احب مصر على إحدى السيارات، فأوقفت صاحبها وتعرفت عليه فكان صاحب هذه السيارة هو الدكتور أحمد زويل، وكانت بدايته الحقيقية مع مصر والإعلام المصرى.
لقاءات عديدة ومواقف طريفة جمعتنا فيما بعد، حيث اعتاد صديقى الدبلوماسى أن يصطحبنى معه ونذهب لاستقبال الدكتور زويل بالمطار فى كل مرة يأتى فيها إلى مصر، وكنا نتردد على مقهى أم كلثوم على شاطئ الجيزة وكان زويل يسعد بتعرف الناس عليه.. حدث ذلك قبل الفوز بنوبل فزويل قبل نوبل شىء وبعدها شيئا آخر تماما.. كان لا يعرف من الصحفيين سوى الكاتب الكبير أنيس منصور، قبل أن يتجمع حوله فريق المريدين والدراويش من شباب الباحثين والصحفيين الذين يتاجرون بعلاقاتهم مع العالم الكبير.
دراويش زويل وصل بهم الاستخفاف بنا وبالعالم الكبير إلى الزج باسمه بين الأسماء التى يمكنها الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية.. عندما أقرأ هذا الكلام أو أسمعه فى البرامج التليفزيونية تصيبنى الدهشة لأن هذا الطرح يتعارض مع أبسط القواعد القانونية والدستورية.. الدكتور أحمد زويل عالم فاضل ومن الشخصيات المصرية التى وصلت إلى العالمية وأثبتت قدرة وكفاءة ليس فقط على المستوى العلمى فى الولايات المتحدة بل على المستوى الشعبى والثقافى أيضا.. هؤلاء الدراويش تناسوا أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال للدكتور زويل دستوريا الترشح لرئاسة الجمهورية ولا حتى الترشح لمجلس الشعب، باعتباره مزدوج الجنسية، وأتحدى من يزج باسم زويل لشغل هذا المنصب أن يحصل منه على تصريح يعلن خلاله استعداده للتنازل عن الجنسية الأمريكية،فهل هذا وارد؟.
طبعا أنا ضد أن يُحرم المصريون المغتربون من ممارسة حقوقهم السياسية كاملة بل أرى أن جنسيتهم الأجنبية إضافة لهم ومكسب لوطنهم الأصلى، ولذلك أطالب بأن يكون لهم تمثيل لائق بالبرلمان ويتمتعون بكافة حقوق التصويت والترشح لكافة المناصب.. لكن لحين التوصل إلى حل لهذه المعضلة أشعر بأن كل من يروج لترشيح الدكتور زويل لرئاسة الجمهورية يسخر منا ومنه ويروج للوهم والخيال.
أكن كل التقدير والاحترام للدكتور زويل وأشعر بالفخر والاعتزاز به كأحد المصريين الوطنيين الذين رفعوا اسم مصر عاليا فى المجتمعات الدولية، لكن من المؤكد أننى أتعجب من كل من يتحدث عن ترشيحه للمنصب الرئاسى، فهل يشاركنى الدكتور زويل نفس الأفكار الحائرة والرؤى الملتبسة؟ أم أنه صدق مريديه ولديه رغبة حقيقية فى خوض غمار هذا الصراع المجهول؟
• رئيس قسم الشئون العربية بمجلة روزاليوسف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة