لم يخيب النجم الكبير أحمد شوبير ظنى به فلا أنكر أننى طول الوقت أؤمن أنه يتمتع بفطرة صحفية سليمة ولديه إمكانيات عالية فى شم الأخبار ويملك قرون استشعار فى توقع الأحداث الرياضية، ويعرف جيدا التوقيت المناسب لعرض أو تناول موضوعاته، وكان انتقادى طول الوقت له أنه مكبل بقيود كبيرة تجعل تناوله الإعلامى يشوبه بعض التحفظات، نظرا لأنه نائب تحت قبة البرلمان، علاوة على أنه يملك كرسيا فى اتحاد الكرة، وكنت دوما أنتقده وأتمنى أن يتحرر من قيود البرلمان والجبلاية لنكسب إعلاميا رياضيا كبيرا، وأزعم أن النجم الكبير حقق أمنيتى حتى الآن، وهو يزحف ويؤكد أحقيته على قمة المتابعات الإعلامية ويوميا يسابق أو ينافس نفسه فى الانفرادات الصحفية.. وأرى أن حواره المطول مع مانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى أكبر دليل على استمرار نجاحاته ليس فقط لأنه انفرد بهذا الحوار، ولكن لأنه نظر إلى مصلحة المشاهدين ولم يفكر فى خلافاته الشخصية وعدم تطابق وجهات النظر بينه وبين مانويل جوزيه.. ولذا فالآن أستطيع أن أقول «مع شوبير» ذلك أفضل جدا حتى الآن.
مما لا شك فيه أن تعاقد إدارة الأهلى مع البرتغالى مانويل جوزيه لقيادة القبيلة الحمراء أعادت بوارق الأمل لجماهير القلعة الحمراء، واستعادت الثقة أو الانضباط إلى صفوف اللاعبين، نظراً لشخصية المدير الفنى البرتغالى التى تملك السيطرة وولادة طموحات جديدة مستمرة للاعبين.. ولا أحد يستطيع أن يفتش عن خطايا أو أخطاء كثيرة للمدير الفنى، ولا نستطع أن نشكك فى قدراته الفنية، نظراً لمهاراته التى أكدها على مدار البطولات التى حصدها، وأكد قدراته وتفوقه فنياً، ولكن هناك تساؤلات كثيرة لم تجب عنها أو توضحها الإدارة الأهلاوية.
أولاً: لم يوضح لنا أحد فى إدارة الفرسان الحمر لماذا ترك مانويل البرتغالى الأهلى واتجه للتعاقد مع المنتخب الأنجولى؟ وهل كانت هى رغبة المدير الفنى فقط أم كانت رغبة الإدارة الأهلاوية أيضاً عندما لاحظوا أن جوزيه قد استوحش وصارت له أنياب وأن سطوته ونجوميته وقراراته فاقت وتخطت وتعدت قرارات مجلس الإدارة، ووضعت هذه التصرفات إدارة الأهلى فى حرج بالغ الشدة.. وتم اختيار حسام البدرى مديراً فنياً تحت شعار أن الأزمة أو الظروف المالية لا تسمح باستقدام أجنبى.
ثانياً: لأن الإدارة لم تشرح لنا شيئاً فذهب المفسرون وأهل الفتاوى يؤكدون أن الإدارة بدأت تشعر بالخطر وضياع البطولة ولم تعد قادرة على مواجهة الجماهير بعدما علت صياحاتهم وصاروا مراكز قوى ولديهم منابر متعددة يعرفون كيف يعبرون عن آرائهم من خلالها.. فرأت الإدارة أن عودة جوزيه الحصن والأمان والحصانة القوية حيث يستطيع هذا الرجل مواجهة تلك الجماهير نظراً لشعبيته الطاغية وحبهم له بشكل لم ينله مدير فنى أجنبى من قبل.. فإذا حصد وفاز بالدورى واستطاع تقليص فارق النقاط الست، فهو خير وبركة، وسيزيد ذلك أسهم حسن حمدى ورفاقه على كرسى الحكم الأهلاوى، وإذا لم يستطع فسوف تغفر له الجماهير وتبحث له عن الحجج.
ثالثاً: لم يوضح لنا أصحاب القرار الأهلاوى الذين تعالت أصواتهم بسبب الأزمات المالية من أين أتوا بأموال جوزيه والثالوث الذين معه رغم علمنا أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.. فهل مثلاً كما يؤكد المقربون من القرار الأهلاوى أن الأهلى فتح حسابه على المكشوف أو بدأ يفكر فى الحصول على أموال من مشروعات سوف ينشؤها.. وهل حقاً هناك رجل أعمال كبير سوف يحصل على امتيازات وعطاءات فى مبنى الأهلى بالجزيرة لإقامة مول تجارى كبير وجراج تحت الأرض وفندق صغير.. وسيدفع هذا الرجل رواتب جوزيه وجهازه المعاون مقابل هذه الصفقة التجارية والإنشاءات الكبرى، وهناك شائعات تؤكد أن الأهلى سيفتح باب الاشتراكات الجديدة لاستاد 6 أكتوبر وسوف يتلقى خمسة آلاف عضوية مقابل عشرة آلاف جنيه ليجمع خمسين مليون جنيه يفك بها أزمته لحين ميسرة.. ويخشى الأهلاوية أن يبيع النادى مستقبل أبنائه لكى يوفى بالتزاماته المالية مع البرتغالى جوزيه، وكان البعض يرجح أن يستمر زيزو ليجهز فريقاً جديداً من شباب الأهلى تكون له القدرة والغلبة لسنوات مقبلة، ويرى أصحاب هذا الرأى أن الإدارة أخطأت كثيراً عندما رفعت بورصة أسعار اللاعبين، فليس هناك فريق يجمع ثمانية لاعبين عقودهم للسنة الواحدة تتخطى 2 مليون جنيه.
وعموماً إذا أراد الأهلى أن يظل فوق الجميع مثلما يؤكد شعاره التاريخى فعليه سريعاً ألا يعالج أموره بالمسكنات أو المهدئات، بل كما عودنا على الحلول القاطعة الباترة لتظل الإدارة الحمراء رمزاً يحتذى به فى وسط كل الأندية.. أما سياسة تصدير مدير فنى أجنبى للجماهير فهذه خطيئة سوف تظهر آثارها فى المستقبل القريب حتى لا يقال أن الإدارة الأهلاوية باعت لهم وهما كبيرا اسمه مانويل جوزيه.