يجىء معرض الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة، يوم الأحد المقبل، معبرا عن مرحلة جديدة فى مسيرة الفنان العالمى الذى تعتبر لوحاته من علامات الفن التجريدى، ويضم المعرض أربعين لوحة تم تنفيذها خلال عام 2010.
تتميز هذه الأعمال بعملية التحديث المستمر فى الرؤى المتغيرة فى الحالة الإبداعية سواء كانت المساحات أو الخطوط أو الألوان التى تمثل كيانات العمل فى اللوحة الواحدة.. وفاروق حسنى هو الفنان الوحيد فى العالم العربى الذى حظى بعرض أعماله فى أهم متاحف العالم مثل متحف «اللوڤر» بباريس والمتروبوليتان والمتحف القومى فى روما ومتحف طوكيو وبعض متاحف الدول العربية، وله مقتنيات فى المتاحف الكبرى مثل متحفى «هيوستين» و«فورت لودرديل» فى أمريكا.
فاروق حسنى بدأ تاريخه الفنى منذ أربعين عاما.. ومرت معارضه بأكثر من مرحلة، ففى كل معرض كان حريصا على أن يكون جديدا فى أسلوبه وألوانه وخطوطه وهدفه.. وفى العام السابق كان يسيطر على معرضه اللون الأصفر والألوان الداكنة، أما فى معرض هذا العام فالغالب هو الألوان الزاهية والخطوط الصارمة والصريحة، وقد اختار قاعة «أفق» بمتحف محمد محمود خليل ليعرض فيها أعماله فى المعرض السنوى.
ومن أهم من عبروا عن شخصية فاروق حسنى الفنية الفنان بيتر مارزيو، المدير العام لمتحف الفنون الجميلة -هيوستين - حيث قال: «عبر السنين تغير أسلوب الفنان فاروق حسنى تدريجيا من الواقعية فى بدايات مشواره الفنى عندما كان مولعا برسم البحر والطبيعة إلى الجمال، حيث يقل استخدام الرموز والأيقونات».. وأثناء تنظيم معرض الفنان فاروق حسنى عام 1999 فى متحف متروبوليتان للفنون، علق فيليب دى مونتييلو، مدير المتحف، على هذا التغيير فى أسلوب الفنان فاروق حسنى، فكتب أن أعماله تكتسب وتعكس رؤيته الدولية للتيارات الفنية الحديثة، ولكن رسومه تمتزج بعبق بلاده كما يظهر من خلاله استخدامه للأضواء والألوان.
كما قال عنه الفنان انزو دى مارتينو: «يعرف الفنان فاروق حسنى جيدا أن الرسم فى وقتنا الحاضر ليس أداة بصرية من أدوات التعبير، بل إن الرسم هو التعبير بعينه، حيث يجذب انتباه المشاهد بشكل مستمر، ويصعب النظر إلى الرسم بمنأى عن هذا السحر الغامض الذى يصاحبه دوما.. ويبرز الفنان المصرى فاروق حسنى فى أعماله كل السمات الأصيلة والموحية للألوان ليصل إلى تعبيرات ملهمة تكشف أسرار عالمه الداخلى، فتعبر عنه بصورة روحية فعالة، وتعكس بكل وضوح انطباعاته الشخصية الواضحة عن الفن».
وقال المدير الفنى لدار دافينشى، بيرو ميدناريس دى كامبو: «فاروق حسنى فنان معاصر غارق فى المحلية رغم مكانته الدولية المرموقة، واللافت هنا أن الفنان تخرّج فى عدد من أفضل أكاديميات الفنون العالمية وسرعان ما تولى أرفع المناصب فى بلده حتى أصبح وزيرا للثقافة، وهذه الخلفية لا تذكرنا بحضارات البحر المتوسط القديمة فحسب، بل تستدعى إلى أذهاننا عصر النهضة والمكانة الرفيعة التى كان يوليها للفن.. وإذا أمعنت النظر فى أعمال فاروق حسنى الرائعة، تجد أنها تتطلب منك قدرا كبيرا من التجرد، أعماله وعالمه، حيث تختبئ بين الخطوط والألوان رسالة تصل إلى آفاق تسمو فوق قيم الجمال لتخبرنا بحكايات عن أشياء بعيدة».
فاروق حسنى فى الثمانينيات
الوزير شاباً
يعمل على لوحات معرضه الاخير
اختيار الالوان مرحلة التأمل التى تسبق الإبداع
علاقة خاصة مع فرشاة الرسم
هدوء وصمت من أجل لوحة جديدة
نظرة رضا قبل النهاية