حزنت الجماهير العربية صباح يوم عيد الأضحى الذى تم فيه إعدام الرئيس العراقى السابق صدام حسين وفرحت نفس الجماهير فور الإعلان عن هروب الرئيس التونسى زين العابدين بن على، بعد ثورة جماهيرية تونسية أجبرته على الهروب.
كان صدام حسين ديكتاتوراً لكن لم تحتشد الجماهير العراقية لخلعه، وإنما فعلتها الدبابات الأمريكية وحلفاؤها، وكان زين العابدين ديكتاتورا واستمر إعلامه فى زف الأكاذيب حول شعبيته حتى قال التونسيون كلمتهم ، وتبين أن الجماهير التى كان بن على يتحدث عن أنها هى التى تصون حكمه، هى التى تثور عليه وتطرده غير مأسوف عليه.
تعاطفت الجماهير مع صدام بالرغم من ديكتاتوريته وخطيئته بغزو الكويت، وكان بوسعه أن يركب طائرة ويحمل فيها أسرته ويذهب إلى أى مكان فى العالم كما عرضت عليه أمريكا ، لكنه اختار مقاومة الاحتلال حتى النفس الأخير من حياته، وحين دخل على منصة الإعدام، أقبل عليه رافعا رأسه.
هل كان بوسع زين العابدين بن على أن يتنازل عن السلطة، فور بدء ثورة شعبه ضده، ويعلن أنه على استعداد لأن يتحمل المسئولية كاملة ، ويتقدم إلى محكمة عادلة يقول فيها ما عنده ؟
الإجابة ..لا، ليس لأنه يخشى ثورة الجماهير وفقط، وإنما لأنه يعلم أن قائمة مفاسده لا تحصى، والدليل أننا لم نجد فى ثورة تونس جماهير لها لونان ، لون يرفضه ، ولون يؤيده ، خرجت الجماهير عن بكرة أبيها فى ثورة شاملة ترفضه ، وترفض سنوات حكمه .
صدام وبن على ضحيتان لحكم الفرد، لكن الأول اختار المواجهة ولهذا تعاطفت الجماهير العربية معه ، فى حين اختار الثانى الفرار والنجاة بحياته فلفظه شعبه، وأهدى التونسيون للعرب ثورة لا تنسى ضد حكم الفرد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة