حالة الهجوم والانتقادات المبكرة التى يتعرض لها مانويل دومينيك، مهاجم الأهلى القادم من الصفاقسى التونسى، ربما تكون هى الحالة الأغرب على الإطلاق فى تاريخ قدوم لاعبين أجانب إلى الأندية الكبرى.. ولم يجد المفسرون تبريرا أو تحليلا لذلك الهجوم المنظم، إلا أن الزملكاوية باتوا رابطة واحدة، يهاجمون الأهلى على قلب رجل واحد، وظنوا أن عدلى القيعى، مهندس الصفقات الأهلاوية، قد أخفق وسيعود منكسرا حزينا من تونس, لأنه لم يستطع التعاقد مع المهاجم تراورى الذى خطفته مافيا الاحتراف السويسرى بنادى سيون، وظن المتربصون بالقيعى أنها فرصة كبرى باتت سانحة لإهالة التراب على تاريخه، وظهوره بالفاشل الكبير، ولكن لأنه القيعى المخضرم رفض أن يعود خاوى الوفاض، فجاء بمهاجم مازال صغير السن، ولن يكون عبئاً على قائمة الفريق، نظرا لقيده فى قوائم الناشئين، وعلى ما يبدو أن رحلة الصراع الأهلاوى- الزملكاوى ستشهد مظاهر أكثر عنفا وتشددا فى الدور الثانى لمسابقة الدورى, بعدما أرسل البرتغالى مانويل جوزيه رسائل مهمة أكثرها أهمية على الإطلاق أن الدورى مازال ممكنا للقلعة الحمراء، والبطولة هى أهم أهدافه على الإطلاق، والتى جاء وتعاقد من أجلها مع النادى الكبير.. وبالطبع أثارت ردود وكلمات إبراهيم حسن، مدير الكرة بالزمالك، حفيظة الأهلاوية، ويبدو أن حالات التربص ستتصاعد بشكل كبير.
وعموما يبقى شىء مهم فى ادعاءات الذين يهاجمون القيعى فى صورة دومينيك، أننا سننتظر أداءه، ومدى انسجامه وفاعليته فى المشاركات القادمة للأهلى، وقتها ستظهر أكاذيب المتربصين، ونتأكد بما لا يدع مجالا لأى شك أنه مكتوب على جبين القيعى أن يكون الإسفنجة التى تمتص الادعاءات والأكاذيب والأباطيل والهجمات الشاذة، وكل الضربات التى تلاحق النادى الكبير، ولا يتذكره أحد فى انتصارات وبطولات الأهلى الـ19 الأخيرة.. ولكن هذا قدر القيعى الذى ارتضاه، ويتحمله دائمًا.
أثارت دموع المعلم حسن شحاتة، المدير الفنى للمنتخب الوطنى، أثناء احتفالية تكريمه لحصوله على المركز الـ14 لأعظم مدربى العالم تساؤلات وحيرة الحاضرين، وراح الكل يفسر ويرجح- طبقا لحالة مزاجه الشخصى أو طبقا لرؤيته للأحداث الكروية عامة- أن دموع شحاتة التى سالت وانهمرت كانت بسبب أن هذا النجم الكبير حصل على هذا الترتيب العالمى، بعدما تضاءلت فرص حظوظه تماما حتى بلغ عمره الـ57 سنة، وقبل هذا العمر كان يعتبر من سيئى الحظ، فلم يأخذ ما يستحقه كنجم كبير فى عالم الكرة، حتى إن الأقل منه موهبة نال وحاز شهرة وأموالا أكثر منه، وجاءت رحلته بعد الكرة تعيسة وصعبة، فلذا كانت الدموع أقرب إلى شكر المولى عز وجل على هذا التكريم الذى حدث فى السنوات الـست الأخيرة فقط، وراح آخرون يفسرون تلك الدموع بأنها حزن على أن المعلم لم يحقق طموحاته بالوصول إلى كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا، رغم أنه كان قاب قوسين إلى الوصول، لولا الإخفاقات غير المتوقعة سواء فى التصفيات، أو فى المباراة الفاصلة أمام الجزائر بأم درمان.. وربما فكر شحاتة ماذا لو كان حصد ونال ووصل إلى كأس العالم، فربما كان ترتيبه أعلى من المركز الـ14 عالميا.. وراح آخرون يرون أن دموع شحاتة تنساب على الموقف الصعب الذى يعيشه منتخبنا الآن فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس الأمم القادمة، وبات شحاتة مضغوطا نفسيا لأمنيته أن يحقق هذا الإنجاز المهم الذى سيجعله مستمرا كمدير فنى للفريق، ربما يلحق بالحلم الكبير، ويصل إلى تصفيات كأس العالم القادمة.
كلها احتمالات ورؤى تحتمل الصواب وأيضا الخطأ، ولكن تظل هذه الدموع التى انسابت دموع فرحة شحاتة بصدق التكريم، وربما فى التوقيت الذى يحتاجه المعلم الآن بعد الضغوطات والانتقادات التى لم تعجب شحاتة، حتى إنها أخرجته فى بعض الأحيان عن صوابه، أو عن تركيبته الشخصية التى نعرفها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة