مخطئ من يتعامل مع جريمة الإرهاب التى وقعت أمام كنيسة القديسين فى الإسكندرية على أنها حدث طائفى وفقط، فهى جريمة ضد المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فعلها من فعلها وربما يكون تصوره أنه يخدم دينه، ويشترى آخرته بالحسنى، لكن الحقيقة أنه لم يخدم دينه ولم يشترى آخرته فى شىء، وإنما ارتكب عملا إرهابيا بامتياز.
جريمة الإسكندرية هى عمل إرهابى فى وجهها الأول، وفى وجهها الثانى تعبير عن إفلاس فى المشهد السياسى العام، وقد يقول قائل إننا فى مصر لسنا استثناء فى مثل هذه الحوادث الإرهابية، فقد ذاقت مرارتها الدول المتقدمة، وفى مقدمتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وغيرها، لكن الرد على ذلك يأتى من أن هذه الدول تعالج مثل هذه الجرائم بإجراءات ديمقراطية، ومحاسبة سليمة لكل الأجهزة التى تقصر فى عملها، وتعالجها بتضافر شعبى مبنى على الثقة، وتثق شعوب هذه الدول فى أنها قادرة على إقالة الحكومات التى يثبت تقصيرها، لكن الحال عندنا مختلف، ففى السنوات الأخيرة وقعت أكثر من جريمة أخذت طابعا طائفيا، وعلى أثر كل جريمة يهب الجميع إدانة ورفضا وتوصية، ومع تكرار الجريمة يعود نفس الكلام، كأن لا شئ يحدث، فلا علاج يتم، ولا توصية تنفذ، وكأننا أصبحنا أسرى واقع طائفى، لا يبدو أننا سنصل إلى نهايته مادامت نفس السياسيات قائمة، ومادامت نفس الوجوه هى التى تتصدى لها.
المطلوب الآن مبادرة شاملة يتم طرحها من المعنيين، تساهم فى علاج حدة الاحتقان الموجود، مبادرة ديمقراطية صحيحة تدفع الكل إلى المشاركة الفاعلة فى مواجهة الخطر الذى أصبح يطوق الجميع، ولا فرق فيه بين المسلم والمسيحى، فالكل فى الخطر سواء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة