كلمة واحدة.. نريدها حرباً شاملة على الإرهاب، تواجه طلائعه الخارجية وتتعقب فلوله وأذنبه فى الداخل، فلا تسامح مع القتلة المفسدين فى لأرض، ولا شفقة أو رحمة مع الذين يروعون الأبرياء ويختالون فرصتهم بالعيد.
مرت بمصر سابقاً مثل هذه الموجة من العنف والظلام، واستطعنا بحشد جميع القوى فى المجتمع قطع الذراع التى تصوب البندقية إلى صدور العزل، وأن تعزل أفكار التطرف وتجنب المجتمع شرها، وأن نرفع درجة الوعى فى المجتمع بأخطار وشرور هذا البلاء.
ولا أعتقد أن هذه الموجة الجديدة من الإرهاب أعنف من سابقتها، لكنها تتخذ أشكالاً وطرقاً متباينة، تفرض علينا ضرورة اليقظة والتنبيه لما يراد بهذا الوطن، ولتضعوا جنباً إلى جنب أحداثاً مثل قطع الكابل البحرى الخاص بالإنترنت فى مياه البحر المتوسط والخسائر المترتبة عليه فى قطاع الاتصالات وحادث كنيسة نجع حمادى فى يناير الماضى، والتى راح ضحيته ثمانية أقباط كانوا خارجين للتو من قداس عيد الميلاد ومعهم مجند مسلم كان يقوم بدوره فى الحراسة، بالإضافة إلى المصادفة الغريبة المتمثلة فى ظهور أسماك القرش فى المياه الآمنة لدرة السياحة المصرية شرم الشيخ، وهجومها على السياح، وأخيراً حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
عندما نضع الأحداث الإرهابية السابقة جنباً إلى جنب نعرف جميعاً إلى أى حد يستهدف أعداؤنا كل مفاصلنا الحيوية فى الاقتصاد والسياحة وأمن المجتمع، فلا يترك فرصة سانحة يستطيع فيها أن يكبدنا الخسائر إلا وفعل، لذلك نقولها كلمة واحدة.. نريدها حرباَ شاملة على الإرهاب بكل صوره وأشكاله حتى يفكر هؤلاء المعتدون ألف مرة قبل أن ينفذوا إحدى عملياتهم الخسيسة فى مصر.
ليسامحنى القارئ العزيز.. فالغضب يملأنى، والمرارة فى حلقى، والحماسة غالبة علىّ، ولا أستطيع إلا المطالبة بأن نكون جميعاً صفاً واحداً محتشدين لمواجهة هذا الخطر الغاشم، كل فى مجاله.
فى مجال الإعلام، أدهشنى أن أرى عديداً من الكنايات المشغولة بتحليل الهجمات الإرهابية الماضية التى تعرضت إليها مصر لتخرج بنتيجة جذور ونشأة العنف الراديكالى عندنا، أو لتأطير حالة من العداء يتعرض لها الأقباط فى مصر، هى السبب وراء الأعمال الإرهابية، وأعتقد أن مثل هذه الكتابات لا تحقق إلا ما يقصد إليه الإرهابيون من إحداث شق للصف، وبلبلة فى صفوف أصحاب الرأى وحملة الأقلام، وأدعوهم، ولا أستثنى نفسى للبحث فى وسائل المواجهة لا نبش الماضى، للعمل قدر الاستطاعة على توحيد الصف فى المجتمع بدلاً من الإسهام عن غير قصد طبعاً وتحت تأثير التعاطف مع شهدائنا، للخوض فى مسألة التمييز ضد الأقباط باعتبارها السبب الوحيد لانطلاق الإرهاب من عقاله!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة