"عاشت 20 سنة مش مستريحة، عاشتهم تعبانة، واستريحت لما ماتت". بهذه الكلمات لخصت الدكتورة هدى جمال عبد الناصر حياة والدتها السيدة الجليلة تحية كاظم، بعد وفاة زوجها جمال عبد الناصر يوم 28 سبتمبر عام 1970.
بهذه الكلمات الحزينة اختتمت الدكتورة هدى لقاءها الرائع مع الإعلامية الرائعة منى الشاذلى فى برنامجها "العاشرة مساء" يوم الأربعاء الماضى، وكان اللقاء بمناسبة بدء الزميلة جريدة الشروق فى نشر الحلقات الهامة: "هكذا تحدثت تحية عبد الناصر"، وستصدر فى كتاب عن دار الشروق قريبا.
لم تكن هذه المذكرات مفاجأة لى شخصيا من حيث إنها موجودة، فمنذ ما يقرب من عشر سنوات حدثنى عنها الصديق الدكتور خالد جمال عبد الناصر شفاه الله، وكنت فى لقاء معه بمنزله بأرض الجولف أنا وصديقى وصديقه المقرب الكاتب أمين إسكندر، وكيل مؤسسى حزب الكرامة "تحت التأسيس"، قال خالد إن والدته كتبت مذكراتها فى كشكول كبير بخط جميل، وأنهم كإخوة وضعوها فى البنك، بشرط ألا يتم خروجها إلا بموافقتهم جميعا، وهذا ما ذكرته أيضا الدكتورة هدى فى حوارها مع منى الشاذلى، ولا أبالغ فى قولى إن الدكتور خالد وعدنى بها يوما ما وبحضور الصديق أمين إسكندر، وكان يقول لى: "لو الكشكول تحت يدى الآن كنا سنسافر معا إلى الغردقة وسأوضح لك كل ما فيه".
وحين شاهدت الكشكول فى برنامج "العاشرة مساء"، وهو بحوزة الإعلامية منى الشاذلى، والكاميرا تدور على بعض صفحاته، كنت أتذكر الدكتور خالد وهو يحدثنى عنه بحميمية بالغة، ويحدثنى أيضا عن الأحزان الكبيرة التى عاشت فى ظلها السيدة الجليلة والدته، وهى ترى حملة الهجوم المسعورة ضد جمال عبد الناصر فى السبعينات أثناء حكم الرئيس السادات، ولا أنسى مشهد خالد الحزين وهو يتمشى فى صالون منزله متذكراً ما وصفه بأصعب المواقف التى مرت بها والدته بعد رحيل جمال عبد الناصر، وكان ذلك فى عام 1986 تقريبا، حين فاجأ الأديب الراحل الدكتور يوسف إدريس الناس بمقال غريب فى جريدة الأهرام يطالب فيه أسرة جمال عبد الناصر بترك استراحة الإسكندرية من أجل سداد ديون مصر، وتزامن ذلك مع حملة شعبية لسداد ديون مصر (لا أحد يعرف الآن أين هى الأموال التى تم جمعها وقتئذ لهذا الغرض)، وبالغ إدريس فى الأمر إلى الدرجة التى بدا منها أن ديون مصر بالفعل متوقفة على هذه الاستراحة، وجاء رد الفعل نبيلا ومؤثرا من السيدة تحية، حين أرسلت خطابا إلى الأهرام قالت فيه إنها تتنازل عن هذه الاستراحة، وأنها لا تريد شيئا من هذه الدنيا، وهى تشتاق إلى اليوم الذى تقابل فيه ربها حتى تدفن بجوار جمال عبد الناصر.
روى خالد هذه القصة بتفاصيلها، وكان حزينا لأنه تذكر حزن أمه على مبالغة إدريس، ولم تكن هى القصة الوحيدة التى سمعتها منه، لكن كل هذه القصص تبقى فى كفة، ومذكرات السيدة تحية فى كفة أخرى، وكفة المذكرات تكسب.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصرية
عاشقة ناصر
عدد الردود 0
بواسطة:
نشأت عمر
اخطأ عبد الناصر لكنه لم يكن حرامى
عدد الردود 0
بواسطة:
زهرة
راى
سيدة محترمة لكنها تمثل عصر الحريم