يسأل قارئ: تم تشخيص بعض الاضطرابات التى أتعرض إليها بأنها اضطراب وجدانى، واستمريت فى أخذ علاجات لمدة 5 سنوات، ولكنى توقفت عنها منذ شهرين، ولا أعانى من أى انتكاسات حتى الآن.. فهل كان تشخيص حالتى خطأ؟ وإن كان، فكيف أتأكد أنى مريض بالاضطراب الوجدانى؟ وما أعراضه؟ وهل العلاج يكون مدى الحياة؟ وهل يمكن التوقف عنه؟
يجيب الدكتور جمال فرويز، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بالأكاديمية الطبية قائلا: الاضطراب الوجدانى يعنى الاضطراب فى المزاج، حيث يسمى المرض الذهانى ثنائى القطبين، وأعراضه أن المريض تحدث له نوبات من الهوس "نشاط زائد"، حيث يكون كثير الحركة والكلام، ويعانى المريض من عدم النوم، وتأتى له أفكار متطايرة، ويحاول التحدث لأكثر من شخص فى وقت واحد، وذاكرته تكون حادة بحيث يتذكر تفاصيل لأشياء قديمة صعب لأى شخص عادى أن يتذكرها.
كما أن من أعراض المرض هو الأكل بكثرة أو التدخين وتناول الشاى والقهوة بكثرة ونسميها نوبة هوس.
أما القطب الآخر، منه فهو الاكتئاب ويكون الإنسان كسولاً، وعديم الحركة ومتوتر، أو أن يكون زائد الحركة، وقد يعانى من كثرة النوم أو قلة النوم واختلاف الناحية المزاجية ما بين النهار والليل، وهذا المرض يأتى مع تغيير الفصول، لأن تغير الجو يساعد على ظهور المرض، والذى يفيد فى العلاج هى أدوية تثبيت الناحية المزاجية مثل دواء "لامكتال".
وهو علاج للاكتئاب إذا حدثت له نوبة الاكتئاب، أو دواء "ديباكين" فى حالة نوبة نشاط الهوس، وإذا جاءت له النوبة مرة واحدة يأخذ العلاج لمدة عام، أما إذا تكررت النوبة للمرة الثانية فعليه أن يأخذ العلاج لمدة عامين، أما إذا حدثت النوبة للمرة الثالثة، فلابد من تناول العلاج مدى الحياة، وننصحه بتناول العلاج الوقائى بجرعات صغيرة بعد الشفاء.
أما الدكتور هشام حتاتة، أستاذ مساعد الطب النفسى بكلية الطب جامعة عين شمس، فيقول إن الاضطراب الوجدانى من ضمن الأمراض النفسية التى تم اكتشافها فى القرن الماضى، حيث تسمى الاضطرابات الوجدانية، بمعنى اضطراب فى المشاعر، حيث إن مشاعر الحزن مثلا تسيطر على المريض، قد تصل إلى الاكتئاب، ومشاعر الفرح تزيد حتى تصل إلى درجة الهوس، إذا شعر بالفرح.
واضطرابات المشاعر تؤثر بالتالى على طريقة التفكير، فيصبح هناك اضطراب فى التفكير وفى اتخاذ القرار، واضطراب فى سلوكه أيضا، لذلك سمى اضطرابا وجدانيا ثنائى القطبين، لذلك ننصحه بعدم تناول المكيفات كالحشيش والخمور لأنها تؤثر على الجهاز العصبى، فتؤدى إلى الانتكاسة فى المرض، وإذا تم شفاؤه وعادت إليه اضطرابات النوم أو العصبية، فلابد للعودة للعلاج مرة أخرى.
ولابد أن يلجا إلى أقرب شخص لديه إذا حدثت له أى مشكلة أو إلى أى طبيب نفسى حتى لا تؤثر المشكلة عليه، ويعود إليه المرض مرة أخرى.