يعلم الدكتور على الدين هلال أستاذ العلوم السياسية، قبل أن يشغل موقعه كأمين إعلام الحزب الوطنى، أن الانتفاضات والثورات فى التاريخ، لا يقوم بها كل جموع الشعب، وإنما قلة قليلة منه هى التى تطلق شرارة التغيير.
لكن الدكتور على ومن موقعه كأمين للإعلام فى الحزب الوطنى، أغفل هذه الحقيقة التى يعرفها أى قارئ لتاريخ الثورات، وذلك من خلال قوله كلاماً يتناقض مع أصله كأستاذ للعلوم السياسية، ففى المؤتمر الذى عقده مساء الثلاثاء قال تعليقا على مظاهرات الغضب: "إن المشتركين فى المظاهرات لم يتجاوزوا 30 ألفاً من أصل 80 مليوناً هم عدد سكان مصر"، وأضاف أنه رغم الدعوات المستمرة وحملات الفيس بوك منذ أكثر من 10 أيام، إلا أن الشعب المصرى رفض الفوضى.
صدق الدكتور علىّ فى قوله إن الشعب المصرى رفض الفوضى، لأن المتظاهرين لم يمارسوا أعمال تخريب، وإنما رددوا شعارات تؤكد على مطالب مشروعة فى الإصلاح السياسى، وحقوق اجتماعية عادلة فى الأجور ومحاربة الفقر والفساد والغلاء والبطالة، لكنه غالط فى فهم دلالة ما حدث بقوله إن 30 ألفاً من أصل 80 مليوناً هم الذين شاركوا فى المظاهرات، والمؤكد أنه يعلم تماما أن مصر لم تشهد احتجاجاً بهذا النطاق الواسع منذ مظاهرات 18 و19 يناير عام 1977، وبالتالى فالأجدر منه أن ينحاز لمهنة أستاذ العلوم السياسية بمعناها المستقيم الذى يستخرج المعانى الصحيحة من هذه المظاهرات.
والمعانى الصحيحة من هذه المظاهرات تتمثل فى المطالب التى لخصتها شعارات المتظاهرين، وليس بالارتكان إلى خطاب حزبى مل منه الناس، وإذا كانت الشعارات التى رددها المتظاهرون هى ضد سياسات الحزب الوطنى وحكومته، فلا يجب التعامل معها يا دكتور علىّ باستعلاء، حتى لا يقودنا هذا الاستعلاء إلى المجهول.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة