حامد عبد الصمد

إرهابى الإسكندرية مختل عقلياً

الإثنين، 03 يناير 2011 01:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية عامٍ جديد، تحتاج مصر لميلاد جديد.. ولكنه الموت يقبل فمها عند منتصف الليل.. العالم يرقص ويحتفل ومصر تنزف أمام كنيسة القديسين.. قلبى ينزف معها.. الحزن فى الغربة قاس جداً.. آلاف الأميال وآلاف الصرخات تفصلنى عن مصر.. أكاد أفقد صوابى وأهرع للهاتف.. وهكذا أقضى الدقائق الأولى من العام الجديد أحاول الاتصال بأصدقائى فى الإسكندرية لأطمئن على سلامتهم، بدلاً من أكتب لهم التهانى بعيد الميلاد. لا أحد يرد، فهو يوم القيامة فى الإسكندرية.. أمسك بالقلم، لا أقوى على تجميع الأفكار.. الألعاب النارية تدوى بالخارج وتزيدنى اضطراباً وألماً.. ولكنى أكتب.

هل سيقولون إن الجانى مختل عقلياً هذه المرة أيضاً؟ أم إنه دخيلٌ مندس يحاول النيل من أمن مصر.. ووحدتها؟ القاعدة؟ الموساد؟ المتهمون المعتادون؟ الآخرون دائماً هم الذين يفعلون؟ ونحن؟ هل نحن أبرياء براءة الذئب من دم ابن يعقوب؟

أقولها صراحةً: أياً كان القاتل ومهما كانت دوافعه، أيدينا جميعاً ملطخة بدماء ضحايا الإسكندرية.. كلنا كنا نشم رائحة هذا الحادث منذ زمن، ولكننا لم نفعل شيئاً.. نحن جميعاً شركاء فى الجريمة، لأننا تركنا نيران الفتنة تقترب من حقولنا الجافة وتهاونا مع من سكبوا بنزين الضغينة على النيران المستعرة عبر الفضائيات ومن فوق المنابر وفى المدارس والمجالس والكنائس، بل كان بعضنا يصفق لدعاة الكراهية ويرقص على دقات طبولهم.. رحنا نتجاهل كل فاجعة طائفية ونسميها أحداثاً فردية، واكتفينا بتزييف الحقائق وتبادل الاتهامات أو بترتيل الترنيمات العقيمة حول "النسيج الواحد" و"الوحدة الوطنية".

مصر تنزف أمامنا من كل الشرايين، ونحن نقف مكتوفى الأيدى لا نحرك ساكنا ولا نقوى حتى على الصراخ.. ولكن ماذا جرى لحناجرنا وأحبالنا الصوتية؟ ألم يخرج المصريون بالآلاف للشوارع وتظاهروا بعد نشرالرسوم المسيئة للرسول، وبعد مقتل مروة الشربينى على يد عنصرى ألمانى؟ فلماذا يجلسون اليوم فى بيوتهم؟ أليس الأقباط جزءاً من جسد مصر ووجدانها أيضاً؟ لماذا لا يصرخ المصريون جميعاً "لا للإرهاب.. لا للطائفية"؟ لماذا نشعر بالحرج؟ ألابد أن يكون الجانى أجنبياً كى نثور؟ أوجه سؤالاً لكل مصرى مسلم: ماذا سيكون رد فعلك لو أن هذه السيارة المفخخة انفجرت أمام أحد المساجد فى أوروبا؟

إن مستقبل مصر كله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسلامة الأقباط وكل الأقليات فيها، ولو كنا نريد مجتمعاً مدنياً يحترم جميع مواطنيه فعلينا ألا نترك هذا الحادث يمر مثل غيره مرور الكرام.. هو سهم مسموم جديد يصيب قلب مصر.. لا وقت لتبادل الاتهامات.. لا وقت للتبريرات والتقليل من حجم الكارثة.. لا تتركوا مصر تصير باكستان أو عراق آخر.. لا تتركوها تموت خنقاً.. لا تتركوها تموت صمتاً!

أخى القبطى.. لن أوصيك بالصبر والتريث هذه المرة، اغضب! اغضب بشدة وأخرج غضبك، ولكن اقبض على يد جارك المسلم وثورا معاً ضد كل أشكال العنف.. ثورا معاً ضد كل أشكال الظلم! إما أن نغضب اليوم جميعاً ونصرخ "كلنا أقباط" أو علينا أن نقبل حقيقة أن كلنا جناة!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة