فى الساعة الثانية عشر والنصف ليلة الحادث الإرهابى أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، كنت فى المنزل أنتظر فيلم "رسائل البحر"، وتلقيت اتصالاً تليفونياً من متحدث لم يبلغنى باسمه، ولم أسأله أنا أيضا، قال لى: "الحقوا فيه تفجير هنا فى الإسكندرية"، سألته ماذا تقول؟، رد: "مش أنت اليوم السابع" أجبت: "نعم" فرد: "فيه هنا تفجير وأنا واقف فى المكان وفيه قتلى وجرحى، وعربيات الإسعاف بتنقلهم.. أنا بقول لكم عشان تلحقوا تنشروا على الموقع"، كان المتحدث يبلغنى بالحدث الفاجع، وصوت سيارات الإسعاف يشاركه فى التليفون، وكان هذا دليلاً على صدق ما أبلغنى به.
استأذنت محدثى فى الاتصال به مرة أخرى لو لزمت الضرورة، وعلى الفور أبلغت زملائى المتواجدين فى سهرة العمل، لتبدأ دورة التغطية للحدث الإرهابى التى أبت الأيادى السوداء أن تترك المصريين دون الاكتواء بنيرانه. عاودت الاتصال بمحدثى التليفونى لينقل لى كشاهد عيان ما حدث دون أن أسأله عن اسمه، ودون أن يفعل هو أيضا، وبقى الرابط بيننا ما قاله لى: "مش انت اليوم السابع"، لكن طبيعة الاتصال حملت معانٍ كثيرة، كلمة السر فيها هى موقع "اليوم السابع"، والمؤكد صديقى القارئ أن ما أقصده وصل إليك، والقصد أحدده فى سؤال، لماذا اختار محدثى "اليوم السابع"؟ والإجابة تأتى من أنه لم يفعل ذلك على سبيل الصدفة، وإنما فعلها بيقين أنه ذهب إلى المكان الصحفى الأكثر تأثيراً، والأكثر جاذبية للقارئ.
المكان الذى ينقل الخبر فور حدوثه، والمكان الذى تتوالى فيه الانفردات الصحفية، وليس آخرها الانفراد العالمى، ببث مقطع فيديو للمتهم المصرى بالتجسس لصالح إسرائيل طارق عبد الرازق، ومعه زوجته الصينية، وهو الانفراد الذى نقلته محطات فضائية وصحف مصرية وعربية، وكان مقدراً له أن يكون حديث الأسبوع الجارى لولا جريمة الإرهاب أمام كنيسة القديسين فى الإسكندرية، والتى خطفت الاهتمام العام.
دخل 4 ملايين قارئ على موقع "اليوم السابع" يوم جريمة الإسكندرية، وذلك ثقة منهم فى أنهم سيجدون وجبتهم الصحفية المتكاملة على الموقع، وهو نجاح يفتخر به صناعه، ويحق لهم أن يعلنوه بكل فخر وطموح نحو تحقيق المزيد. وعلى القاعدة الذهبية التى تقول "إن الصدق هو أقصر طريق للوصول إلى قلب وعقل القارئ" نواصل فى "اليوم السابع" مسيرتنا، وبحساب الأرقام نفتخر بأن الـ 4 ملايين قارئ لم يأتوا إلا لأنهم وجدوا شعار "الصدق" فيما نفعله، وكان منهم صديق الموقع الذى اندفع مباشرة إلى الاتصال بـ "اليوم السابع" دون أن يسألنى عن اسمى ودون أن أسأله عن اسمه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة