هل صدقتم أيها الأوغاد الآن أنكم ستدفعون ثمن استهتاركم بالمصريين.. هل صدقتم الآن ما حذرناكم منه منذ سنوات وهو غضب المصريين ؟ هل صدقتكم نصيحتنا لكم بألا تسخروا من المصريين وألا تستخفوا بعقولهم وكأنهم بلهاء ؟ هل صدقتم الآن أن ثورتهم نار ستحرقكم ؟
الآن فقط اعتقد أنكم صدقتم وستدفعون الثمن .. ستدفعون ثمن حسرة أب أمام بائع فاكهة لعجزة عن شراء كيلو من الموز طلبه منه طفلة في الليلة السابقة واخذ يتنقل من بائع لأخر عله يجد موزا فاسدا بأقل الأسعار.. ستدفعون ثمن دموع أم ذهبت بابنها إلى المستشفى وهو يحتضر ورفض القائمون عليها استقباله لأنها بلا واسطة أو لأن المستشفي ليس به سرير خالي ..ستدفعون ثمن حزن أم على فتاتها التي بلغت أكثر من 30 عاما ولم تتزوج .. ستدفعون ثمن الأنيميا التي أصابت المصريين بسبب غلاء اللحوم والسلع الغذائية كافة .. ستدفعون أيها الأوغاد ثمن دموع طفل لم يرتدى بنطالا جديدا في يوم عيد .. وستدفعون ثمن ذله حين طرد من المدرسة لعجزه عن دفع المصروفات.. ستدفعون الفاتورة كاملة .
أيها الأوغاد ..هل يعقل أن تخدعوا جموع المصريين في 2010 بانتخابات مزورة وتخرج رموزكم تدلي بتصريحات كما لو كانوا يخاطبون بلهاء ؟ .. وهل يعقل أن يمتلك احمد عز أكثر من 40 مليار جنية والمصريون يباتون بلا عشاء ؟.. هل يعقل وهل يعقل وهل يعقل ؟؟؟
إياكم أن تشككوا في ثورتنا أيها الأوغاد على لسان كلابكم وأبواقكم الإعلامية.. إياكم أن تقولوا أنها ثورة بلطجية .. هي ثورة شعب حقيقية وما حدث من إحراق سيارات الشرطة ومقرات الحزب الوطني هي رد فعل طبيعي على بلطجية الشرطة التي كانت تقتل وتصيب المصريين كما لو كانوا من جيش المحتل الإسرائيلي .. كنت شاهدا على إحراق المقر الرئيسي للحزب الوطني وسيارة شرطة أعلى كوبري 6 أكتوبر وأؤكد أن ذلك حدث بعيد قتل سيارة شرطة لشاب وهى تسير بشرعة .. جاء ذلك أيضا بعد إطلاق مئات أو قل ألاف من قنابل الغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين في ميدان التحرير.
إنها ثورة بكل المقاييس ..فحين كان يسقط قتيل أو جريح كان المتظاهرون لا يفرون ولا يتقهقرون كما أنهم لم يكونوا يكترثون بما حدث وفقط كل كانوا ما يفعلونه هو وضع القتيل أو المصاب على جانب الطريق ثم يتقدمون إلى الأمام ليسقط آخر وهكذا .
المشهد الذي هزني كان عندما قال لي طفل جاء للتظاهر بصحبة أبية: " عمو انأ عايز علم مصر " كان ذلك بعد إفاقته من إغماءة بسبب استنشاقه غاز القنابل .. ومشهد النساء اللاتى يقفن في بلكونات منازلهن يمدن الثوار بالمياه والبصل لاستخدامه في التقليل من اثر قنابل الدخان .. مشهد المعاقين الذين يسرون في المظاهرات.. مشهد العجائز.. يا سادة أنها ثورة بكل المقاييس ثورة شرف ونضال من شعب مصر .
أيها الأوغاد أناشدكم الرحيل وخذوا معكم رجالكم وأبواقكم الدعائية.. اتركونا نعيش وعيشوا انتم بأموالنا التي سرقتموها وحولتموها إلى الخارج.. اعلموا أن هذه الثورة لو فشلت لن تكون النهاية أنها البداية في مواجهتكم وسيحاسبكم الشعب بأثر رجعي.