مرت 4 أيام على آخر مكالمة بينى وبينك يا مريم، 4 أيام لم أرى فيها اسمك على هاتفى الجوال، أو أسمع صوتك الرقيق الهادئ "أهلا حبيبتى إزيك"، 4 أيام ولا أعرف يا صديقتى إلى متى ستطول الأيام، فإننى أخجل منك، ولا أريد كسر حاجز الحزن الذى بالتأكيد أدخلتى نفسك به كمداً، على أصدقائك أو أقربائك الذين وافتهم المنية فى أحداث تفجيرات كنيسة القديسين.
صديقتى اشتقت لتمضية الوقت معك والتنزه بشوارع وسط المدينة، لكنى أبدا لن أقتحم خلوتك، أو أحاول الاتصال بك، طالما بقيتِ حزينة، ليس تخليا عنك، لكن الأحزان تعتصرنى أيضا، فماذا أفعل لمواساتك، هل تكفى كلمات التعزية التقليدية، والعبارات المعتادة لغسل همومك، هل سأكتفى بتقضيب حاجبيى، وتكشيرة كبيرة على وجهى لإظهار غضبى عمن أفسد فرحتك وفرحتى بسعادتك فى عيدك، هل لكونى مسلمة أشعر بهذا الذنب، أم كصديقة من المفترض أن تقف بجوار صديقتها.
أتخيلك تبكين وتتحسرين "هو إحنا مش بشر بتعملوا فينا كدة ليه"، وكأنى يا صديقتى أرد عليك، "هم مين دول اللى بيعملوا، إحنا وغيرنا أصحاب من زمان، لا عمر كان فيه خيانة أو كراهية"، أنا بدورى أريد أن أعرف من هم الذين كسروا فرحتنا بأول لحظات العام الجديد، من يقف فى الظل لرصد تحركاتنا دون أن تؤثر فيهم رؤية دموع الأمهات والثكالى، دون أن يطرف لهم جفن، هل هم بشر، هل هم مأجورون، هل هم مسلمون؟
مريم اعلمى أننى وغيرى فتيات وفتيان لسنا بالتأكيد سعداء بما حدث، ولسنا أقل غما منك، لكننى سأظل غير قادرة بالنظر إلى عينيك المليئة بالدموع، حتى تخبريننى بربك ماذا نفعل فيما حدث؟ وكيف نحافظ على الروابط بيننا وسط عدو يتلذذ برؤية الجميع يتعذب.
لا أعرف حقيقة يا صديقتى، لكن ما بيننا أظهر لى أن العلاقات أعمق وأكبر من مجرد التأكيد أنه "كله تمام وأن الوحدة الوطنية زى الفل"، فنحن بشر وكلنا أخوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة