لا ينبغى الاكتفاء بالجانب الأمنى فقط وما شابه من قصور فى الحادث الإجرامى البشع، الذى وقع بالإسكندرية مع الدقائق الأولى من بداية العام الميلادى الجديد 2011، أمام كنيسة القديسين بمنطقة سيدى جابر وراح ضحيته حوالى 117 مصريا - 21 قتيلا و96 مصابا – وإنما لابد من البحث عن الأسباب الحقيقية التى أدت إلى نمو حالة الاحتقان الطائفى فى مصر، خاصة مع توافر التربة الخصبة لكل عابث سواء من الخارج أو الداخل فى هذا الموضوع الحساس جدا ليحقق مآربه وأهدافه التى تتمثل فى زعزعة الأمن والاستقرار فى هذا البلد وإشعال الفتنة الطائفية بداخله "والناس اللى فيها مكفيها" وتأجيج نيرانها حتى تأكل الأخضر واليابس فى بلدنا المحروسة.
وحادثة الإسكندرية ليست مجرد حالة عابرة وسوف تنتهى بعد فترة قليلة من خلال المسكنات الحكومية المعروفة للجميع مثل صرف تعويضات للمصابين والموتى وتصريحات إعلامية فى الغالب كاذبة للتهدئة ونقل جهات أمنية لمواقع أخرى غير موقع الحدث.. إلخ، وإنما هى حادثة لها أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية لابد من المواجهة والبحث عن المطالب العادلة للأخوة الاقباط مثل قانون العبادة الموحد والاحوال الشخصية وغيرها من المطالب القبطية.
ومع ترجيح الرأى القائل بأن هناك أيدى خارجية "خاربة وعابثة" تقف وراء هذا الحادث البشع فكان يجب على الأمن المصرى أن يتخذ الإجراءات التأمينية والاحترازية لذلك، خاصة وأن تنظيم القاعدة الموجود فى بعض البلدان العربية مثل العراق والسعودية قد أطلق تحذيرا قبيل شهرين تقريبا بأنه سوف يقوم بتفجير عدد من الكنائس فى البلدان العربية وخص مصر والعراق وقام بالفعل بتفجير كنيسة كبرى بالعراق منذ أسابيع !! ثم حدث ما حدث بالإسكندرية فى توقيت صعب للغاية وبعد انتهاء الأقباط من صلاتهم ليلة رأس السنة بهدف ضرب الوحدة الوطنية فى مقتل! خاصة أن، هناك عداء أعمى بين الفكر السلفى الوهابى المتشدد والمتطرف الموجود بالسعودية وبين النصارى!.
ولكنى لا أستبعد يد الموساد الإسرائيلى فى هذه الكارثة، خاصة بعد القبض على أحد جواسيسها المصرى منذ أيام وقبلها بشهور وسنوات كان هناك جواسيس مصريين لأسرائيل تم القبض عليهم ومحاكمتهم.
لذلك لن يمكن احتواء آثار هذا العمل الإجرامى المدان بجميع الأشكال إلا بمواجهة حقيقية وشجاعة وجرأة وصبر ودون أن نكون كالنعام ندفن رؤوسنا بالرمال ونسعى جديا لأنها مسببات الاحتقان الطائفى حتى نخرج من هذا النفق المظلم بسلام ونتفرغ للتنمية والتقدم والإصلاح.
وكأن العام الجديد يريد أن يحمل لنا بشائره القادمة بهذه الكارثة التى فجعت قلوب كل المصريين فى ساعاته الأولى.. وكأن قسوة العام المنقضى بكل ما حمله من بلطجة انتخابات مجلس الشعب وقتل الأقباط فى عيدهم فى أحداث نجع حمادى وعدم تنفيذ أحكام القانون وسرقة زهرة الخشخاش وحوادث الطرق والقطارات وارتفاع الأسعار وزراعة الأراضى بمياه الصرف الصحى وزيادة نسبة الكبد والسرطان..لا تكفى للقضاء علينا.. فهل أصبحنا ملطشة لحكومتنا من ناحية ولتنظيم القاعدة والموساد الإسرائيلى من ناحية أخرى.