قبل الخوض فى تحديد الجهة أو الجهات الموجودة وراء انفجار كنيسة القديسين فى مدينة الإسكندرية السبت الماضى، من الضرورى أن نسأل أنفسنا: من هو المستفيد من هذا العمل الإجرامى الحقير الذى لا يرضاه أى دين سماوى؟.. فإذا كنا جميعاً نشير بأصابع الاتهام لما يسمى بتنظيم القاعدة بالعراق، فإننا من الضرورى أن نعرف- طبقا لتقارير أمنية واستخباراتية- أن هذا التنظيم تم اختراقه من جانب جهاز المخابرات الإسرائيلى الموساد، وهو ما يعنى أن خيوط هذا التنظيم الآن بين أصابع قيادات الموساد، تستخدمه لتنفيذ العمليات القذرة فى أى مكان فى العالم.
إذن، نستطيع أن نقول وبدون تردد إن إسرائيل وراء كل العمليات الإرهابية الكبرى التى تحدث فى مصر، خاصة التى يتعرض لها أشقاؤنا الأقباط، فكل الشواهد تشير إلى أن الجانى فى جريمة كنيسة القديسين بالإسكندرية هو الموساد، مستخدما عناصر داخليه وخارجية لتنفيذ هذه العمليات القذرة، والهدف هو العبث فى ملف الوحدة الوطنية، مستغلين بعض الأحداث العادية لتوجيه مثل هذه العمليات.
واعتراف الجاسوس المصرى الأخير طارق عبدالرازق أمام نيابة أمن الدولة العليا بأن الموساد كان يريد منه تجنيد أعضاء من الجماعات الإسلامية لكى تقوم بعمليات عنف داخلى- لهو أكبر دليل على أن يد الموساد ليست ببعيدة عن هذا الحادث الإجرامى.
نعم كل الشواهد تؤكد أن إسرائيل تريد إشعال العنف الطائفى فى مصر لأنه يخدم أهدافها القريبة والبعيدة، ومن المؤكد أن حادث كنيسة القديسين الأخير جاء للرد على نجاح الأمن المصرى فى إسقاط أكبر شبكة تجسس فى ثلاث دول عربية هى مصر وسوريا ولبنان بعد القبض على عميل الموساد طارق عبدالرازق، لهذا أرادت إسرائيل أن تنتقم بعمل إرهابى لتضرب من خلاله عصفورين بحجر واحد.. الأول إشعال نار الفتنة بين المسلمين والأقباط، والثانى هو التشكيك فى قدرة الأمن المصرى داخلياً.
إذن، لم يعد لدينا شك فى تورط إسرائيل فى هذا الحادث وغيره، فإسرائيل لا تريد خيرا لمصر، وتريد أن يتقاتل الجميع، وأن نسبح جميعا فى بركة من الدماء لتنفرد، لتظل هى الأقوى والأقدر على قيادة المنطقة.
والآن علينا جميعاً الرد على هذا العمل الاجرامى من خلال دراسة كل أسباب الاحتقان الطائفى بين المسلمين والأقباط، دراسة تكون بعيدة عن الشعارات الجوفاء. علينا أن نقرّ بمبدأ الديمقراطية لتكون سلاحاً ليس ضد ألاعيب إسرائيل فقط، ولكن لتكون البداية الحقيقية لوحدة هذا الشعب المصرى.