كلنا غاضبون، لكنى أفهم جيداً ذلك الغضب الخاص الذى يشعر به الإخوة الأقباط بعد حادث الجمعة الأسود بالإسكندرية، شعور بأن هناك من يستهدفنا بالموت، يريد أن يقتل فرحتنا بالعيد، فى أقدس اللحظات التى نقترب فيها من الله، هذا هو الغضب الذى يطلق الصرخة من جوف سيدة مسنة "لماذا"؟ ويدفع شاباً باكياً إلى حرق إطار سيارة لعل النار المشتعلة على الأرض تطفئ قليلاً النيران داخل قلبه وداخل قلوب غيره من الشباب الذين لا يجدون أمامهم سوى التمسك بأيقونة السيد المسيح أو حتى رشق أفراد الشرطة بالحجارة فى نوع من العتاب العنيف، لماذا تركتمونا عرضة للإرهاب؟
أقول، لماذا يطالب الإخوة الأقباط بالتمسك بالتعاليم الداعية إلى المحبة؟، علينا جميعاً مسلمين وأقباطاً أن نتمسك بتعاليم المحبة، وأن نحتضن إخوتنا فى غضبهم المشروع حتى يهدأ وقع الصدمة القاهرة، ثم ننظر معاً، من أين جاءت الضربة، هل هى ثغرة فى جدارنا الوطنى أدت إلى دخول من يريد بنا شراً لتحقيق ما يريد؟!
لنحتضن إخواننا الأقباط خلال هذه الأيام العصيبة، نتفهم غضبهم ودموعهم وأحزانهم، فهى أحزاننا أيضاً وجراحنا أيضاً، فالإرهاب لا يفرق بين المسلم والمسيحى، ولا يختار دماً قبطياً يريقه، تاركاً الدم المسلم آمناً.
لنحتضن إخوتنا الأقباط بتفهم آلامهم والوقوف إلى جوارهم، بالذهاب جميعاً إلى قداس عيد الميلاد والالتفاف حول الكنائس، كنائسنا، لنحيطها من محاولات الغدر.
لنحتضن إخواننا الأقباط بالتعرف على شعائرهم وتعاليم دينهم، حتى يعود الدفء الاجتماعى والإنسانى إلى الأسر المسلمة والمسيحية، فقد اكتشفت أن كثيرين جداً من الأهل والأصدقاء والزملاء لا يعرفون من المبادئ الأساسية للدين المسيحى، ما يكفل لهم حتى تهنئة إخواننا الأقباط فى المناسبات الاجتماعية.
لنحتضن إخواننا الأقباط بصدق ومحبة، فهما وحدهما كفيلان بمعالجة الجراح.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة