ظهرت الرؤية واضحة.. وبشكل ماعدش ينفع فيه نظرية «المواربة».. أو دفع حكاية «الألتراس» إلى المنطقة الرمادية.
المجتمع.. الظروف المعيشية.. عدم وجود طموح ..الأمن.. والإعلام كمان، الكل اجتهد لتحضير عفريت اسمه الألتراس.. أو المشاغبون.. أو فتوات الملاعب.. فهل يمكن أن نواجه هذا العفريت.. ونصرفه؟!
طبعاً ممكن، إنما لابد أن نضع الأمور فى نصابها.. وده يكون بداية المواجهة، فمن كلام هنا وهناك عن «قلة قليلة».. وانفلات غريب على مجتمنا.. إلى الوصف بأنه شكل جديد أو تشجيع «شبابى»، توحشت الظاهرة واستشرت، لدرجة أن القرار الرياضى.. والكروى تحديداً.. تحديداً أصبح مغلفا بإرضاء الجماهير.. وبكل شياكة أعتدنا أن تطلق الجهات الكروية بالونات اختبار قبل ما يصدر القرار النهائى.. علشان السادة بتوع الكرة يعرفوا اتجاهات سوق المشجعين إيه بالضبط؟!
آن أوان أن نعلن صراحة أن «الألتراس» ظاهرة غريبة علينا.. فى شكلها المتفشى وتهديدها للبشر والمنشآت.. وإفساد الذوق العام.. قبل ما تصل الحكاية إلى انقسام جماهير مصر على نفسها.. ويصبح منتخبنا وقبله مجتمعنا عرضة لضرر أتمنى ألا يحدث إن شاء الله.
أما الطريقة التى وصل بها «الألتراساوى» إلى منهج الألتراس فتحتاج لوضعها تحت المنظار.. فغياب الطموح عند الشباب على عيننا ورأسنا، لكن طريقة التعبير يجب أن تهذب.. وبالقانون.. واللوائح والأعراف الوضعية.
أما نظرية سيب حتة للولاد فى الملعب علشان «يفكوا» عن نفسهم شوية فهى بئس النظريات.. فيجب على الشباب فى غياب الطموح.. أو الآمال.. أن يتعلم توليد حلم أو أمل فى غد أفضل!
بس علشان لا نظلم شبابنا.. يبقى لازم وبسرعة يعرفوا مين اللى مفروض إنه يلعب دور المعلم، إن حلول المشاكل تحتاج فكرهم أيضاً، وقناعتهم بمزيد من بذل الجهد والبحث عن سبيل لاستغلال أنصاف الفرص.
المجتمع غاب عنه ثقافة «عم» فلان فى مناطقنا التى كنا نفخر بأنها تحكم نفسها حكماً ذاتياً.. ويبث فيها كل «الأعمام» الأدب والتربية والشهامة والبعد عن قلة الذوق والأدب.. فأين ذهب هؤلاء؟!
أيضاً غاب دور المدرس.. طبعاً غاب، يعنى لازم يرجع.. ولو حتى فى كونه ملهما للأولاد، فهل يعقل أن تلغى حصص «الألعاب».. و«الموسيقى» وكل الأنشطة قبل امتحانات نصف السنة بشهر.. وقبل امتحانات آخر العام بعدة شهور؟!
مصيبة.. حتى فى غياب ملعب أو حوش للمدرسة من أساسه.. لكن وجود «الحصة» نفسها مهم.. على الأقل للدردشة بعيداً عن ضغط «المادة العلمية»!
أما مسؤولو الكرة فى الأندية والاتحاد الموقر.. فيجب أن يسامحونى عندما أطالبهم بعدم استغلال الجماهير كوقود لمعاركهم، وده بيحصل والله.. بس للأمانة من «تحت.. لتحت»!
آى والله وعلشان كده، أتحدى إن أى واحد منهم يقول: «ماليش دعوة»!.
بل أتحدى أى حد يروح عند الاتحاد فى مباريات المنتخب أو عند الأندية الشعبية فى مباريات الدورى ويقول: «مافيش سوق سودا.. معروف اللى بيشغلوها»!
طبعاً «فتوات» الملاعب القدامى من المشجعين «المسجلين شغب» هم الذين سيطروا على سوق أو ظاهرة الألتراس.. لأن أغلبهم شباب يخرج فى سبيل الأندية.. أو المنتخب للتشجيع.. أو «المسجلين شغب» فأكل عيشهم أو بيزنسهم هو التشجيع، معلهش ده كلام حقيقى طبعاً.. بس تقيل حبتين على الجماعة بتوع الأندية والاتحادات، ولعل المشهد الذى لا يخفى على أى إعلامى ناشئ أو حتى صحفى فى بداية الطريق هو خروج مسؤول كروى من ناد أو اتحاد ومناداة المشجعين عليه ورده على قياداتهم بالأسماء!
الأزمة خطورتها أن لها معالجتين.. الأولى الكلام الرسمى أمام الشاشات أو للصحافة عن وجوب مواجهة الظاهرة اللى هى الشغب.. وأيضاً كلام كبير خالص عن النظام والالتزام.. الثانية فى الحجرات المظلمة وتحمل كل آيات تحفيز وتعبئة قيادات الجماهير لحماية الأخوة.. وأنا مسؤول عن كلامى أمام شرف المهنة قبل أى شىء!
الأكثر خطورة هو دفع هؤلاء لمواجهات مع الأمن بسبب عدم التزام جهات الكرة بأعداد التذاكر.. أو طرحها بشكل يسمح «للسوق السوداء» بالفوز بها.. وأيضاً السماح لأعداد كبيرة بالدخول «بلوشى».. مجاناً يعنى، ومن هنا يجد الأمن صعوبة فى السيطرة.. فإذا أضفنا إبلاغ جهات الكرة الأمن والصحافة والإعلام عن خطورة المشجعين لينفضوا أيديهم.. نجد مسؤولى الأمن يتشددون فى التدقيق والتفتيش فيدخل الجمهور مشحونا مسبقاً!
الغريب هو حالة الانفصام النفسى.. فالشاكى نفسه يخرج راكباً فرساً أبيض أو أحمر.. أو أى لون ليطالب القانون بالعفو عما سلف.. وأن الصلح خير، ودول ولادنا!
بكل تأكيد الألتراس عفريت.. ساهم الكل فى تحضيره.. فهل نفيق قبل فوات الأوان.. ونعمل على صرف عفريت الألتراس.. يارييييييييت!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة