خسر وزير التعليم الدكتور أحمد زكى بدر كل المعارك التى خاضها فى أقل من عام. تلقى الوزير ثلاث هزائم موجعة لأنه اختار الميادين الخطأ التى أوصلته للهزيمة وأضاع معها الجهد والوقت الذى كان يجب عليه أن يدخره للمعارك الكبرى فى الإصلاح والتطوير بدلا من الدخول فى معارك أظن أنه كان يدرك أنها خاسرة.
ربما لم يمتلك الوزير الرؤية أو الأدوات التى تؤهله لخوض تلك المعارك، إلا إذا كان قد استند إلى خلفيته العسكرية واعتمد على انتمائه الشرطى بحكم أنه ابن اللواء الراحل زكى بدر وزير الداخلية الأسبق.
توسم أولياء الأمور فى وزير التعليم الجديد خيراً كثيراً وتفاءلوا بأن يكون «بدرا» يبدد عتمة النظام التعليمى المنهار، ولكن مع أولى معاركه فى قضية موظفى الأبنية التعليمية، ثم الكتب الخارجية اكتشفوا فى الأخير أن أحمد زى الحاج أحمد فى الحكومة وما فيش فايدة فى الإصلاح والتطوير المأمول.
أضاع الوزير وقتا كثيراً على نفسه وعلى أولياء الأمور فى قضية موظفى هيئة الأبنية التعليمية، وفى قضية دور النشر والكتب الخارجية، ففى الأولى تعطل العمل فى الهيئة المسؤولة عن بناء وصيانة المدارس واضطر للتراجع وصرف مكافأة لهم بعد أن اتهمهم بالمخالفات المالية والإدارية وخسرت مصر بناء وصيانة مدارس طوال فترة معركة الوزير الخاسرة مع موظفى الأبنية التعليمية.
نفس الحال فى معركته مع دور النشر بشأن طباعة الكتب الخارجية فقد أصبح ضيفاً دائماً فى الفضائيات والصحف السيارة شاهراً سيفه ومتمسكاً بقرار فرض «إتاوة» 250 مليون جنيه على أصحاب دور النشر بدعوى ملكيته للمناهج، وحينما وصل الأمر للمحاكم آثر الصلح معهم وأنهى الأزمة بثمن بخس وحصل على 25 مليون جنيه فقط. وأضاع على أولياء الأمور أكثر من شهرين تكبدوا فيها عناء البحث عن «مخدرات» الكتب الخارجية.
ثالث المعارك الخاسرة وهى قراره تحويل عدد من المدارس القومية إلى تجريبية واعتبر أن من حقه حل مجالس الإدارات وتعيين مصفين ونزع صفة المدارس الثلاث دون أخذ رأى عناصر العملية التعليمية كلها ولم يمهله القضاء أكثر من 4 أيام وأوقف القرار ليصمت الوزير بعدها ويختفى من الفضائيات رغم أنه كان يظهر فى أكثر من برنامج لتبرير قراراته. مشكلة الوزير أحمد زكى بدر هى ذاتها مشكلة الحكومة تتخيل أنها لا تتعامل مع شعب فتصدر القرارات المتسرعة والصادمة ودون دراسة ومشورة ثم تفاجأ بأن الشعب مازال موجوداً فتصطدم معه وتركب دماغها، ثم فجأة تتراجع بسرعة فى كل مرة على طريقة الفنان الجميل «عبد الفتاح القصرى».. خلاص كلمتى تنزل المرة دى.
نزل وزير التعليم إلى حقل الأشواك وغاص فى مزرعة الثعالب فجأة دون إعداد أو ترتيب وتلبسته حالة «دون كيشوت» فأدرك بعد فوات الوقت بأنه كان يطارد خيط دخان، ولذلك فالكل الآن فى انتظار الوزير رقم 81..!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة