حالة من الاحتقان تسيطر على المجتمع المصرى على مدار أيام هذا الأسبوع، بسبب ما حدث من جريمة فى الإسكندرية، وتسيطر قبلها حالة من الغضب المكتوم فى النفوس لدى الكثير من الأقباط الذين يشعرون بحالة من عدم الرضا بسبب بعض حالات التمييز التى تمارس ضدهم.
التعامل مع ملفات الأقباط والمسلمين فى مصر أصبح مثل القابض على جمر النار، هناك حالة من الاحتقان والمبالغة فى التعصب من الجانبين يقودها أطراف غير مسئولين يزيدون اللهب اشتعالا بلا مبرر، ويصبح دائما التساؤل واجبا: لمصلحة مَن يقوم أطراف من الفريقين بسكب المزيد من الزيت على نار موقدة فى الصدور زرعها جهلاء لا يهمهم سوى مصالح متعصبة قصيرة المدى؟
بالتأكيد الأقباط فى مصر لديهم حقوق مشروعة لا يحصلون عليها وهناك تمييز واضح فى بعض الوظائف وفى قوانين بناء دور العبادة، وهناك أدوار سلبية يلعبها الكثير من العقلاء من الجانبين ويتركون الساحة خالية أمام المتعصبين والمتطرفين بدلا من أن يتحد الجميع ويهتموا بحل المشكلة من جذورها.
فى رأيى الشخصى أن الأجدى من جلسات الوحدة الوطنية التى لا تحقق نتائج حقيقية، فإنه يكون من الأفضل أن يتم عقد مؤتمر مصرى تدعو له الدولة، يتم فيه الحديث بصراحة وبشفافية عن كل التجاوزات من الجانبين ويتم فيه إقرار الحقوق والواجبات فى إطار من المساواة التامة بين الجميع والفصل التام بين الدين والدولة، ويتم التوصل لاقتراحات محددة يتم رفعها للرئيس مبارك ليصدر بها قرارات نافذة يمكن أن تساهم فى سرعة إنهاء هذه الحالة من الاحتقان التى بالتأكيد لن يكفى للتخلص منها ما يحدث حاليا من رفع صور المصاحف مع الصليب.
الوقت لم يعد يحتمل مزيدا من الانتظار الجميع عليه التحرك فورا نحو إنقاذ المجتمع من زيادة مساحة الفرقة بين النفوس، فسنويا يحضر عيد الميلاد الكثير من رموز الدولة وفى العيد الأخير كان الحضور مضاعفا وهى فرصة مثالية ليكون عيد الميلاد بداية حقيقية لوضع حد حقيقى للتخلص من هذا الفتيل قبل أن يشتعل ويحرق الجميع فى هذا الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة