حنان كمال

يوميات الفتنة

الأحد، 09 يناير 2011 01:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم الأول:
يخرج شاب مهووس يحمل سيفاً أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، يهاجم الخارجين من الصلاة.. معتقدا أنه يقوم بدوره فى الجهاد، المحصلة قتيل، بينما القاتل يحصل على شهادة تفيد أنه مختل عقليا وكفى الله المؤمنين شر القصاص..
فاصل / مشهد عناق كلاسيكى بين الشيخ والبطرك
اليوم الثانى:
يخبرنى صديقى المدون السكندرى شمعى أسعد أن زملاء ابنه فى المدرسة أخبروا الولد أنهم لن يلعبوا معه لأنه مسيحى.. سألته: لما لم يتخذ موقفاً ويبلغ الإدارة؟ ابتسم صديقى ابتسامة طيبة.. لأنه لا يحتمل أن يكون طرفاً فى قضية أمن دولة عنوانها الفتنة الطائفية.
اليوم الثالث:
تسألنى قريبتى مندهشة، لماذا أنا غير محجبة، مؤكدة أنها فى البداية ظنت أننى إحدى الجارات المسيحيات.. "فالحجاب هو ما يميزنا عن النصارى"..
صار التمييز عنوانا للهوية.. فكما ترتدى المسلمة الحجاب فى أحيان كثيرة لا عن تدين قدر ما هو لإبراز هويتها الدينية، ترتدى المسيحية صليبا معلقا وظاهراً فى رقبتها لتأكيد الهوية الأخرى. والله وحده يعرف حقيقة التدين الكامن خلف الحجاب أو الصليب..
اليوم الرابع:
برنامج اليوم يحتوى على عدد لا بأس به من ملفات الفيديو الأكثر مشاهدة على شبكة الإنترنت تبث تعاليم (توصف بأنها إسلامية) تحرم إلقاء التحية أو معايدة الجار المسيحى.. كى لا تشوه صفحة إسلامك البيضاء بالإقرار بما يعتقد أشباه المشايخ بأنه عقائد المسيحيين الفاسدة.. وملفات أخرى تؤكد وكأنها تملك دليلا دامغا على أن المسيحيين قد ملأوا أقبية الكنائس بالأسلحة، انتظارا للانقضاض على الوطن.. كلاماً مرسلاً وخطيراً.. لو كنا نعيش فى دولة محترمة لحوكم قائلوه.. فإن لم يكن سماً يسكب فى عقول المسلمين.. فهو سيف يجرح فى المسيحيين.
اليوم الخامس:
يتجمع مسيحيون فى منزل أحدهم للصلاة، ما يضايق جيرانهم المسلمين (فى الحقيقة لا زلت لا أدرك سر غضب مسلم متدين من أن يمارس جاره المسيحى صلاته)، يشعل المسلمون النار فى المنزل..
فاصل/ مشهد عناق كلاسيكى بين الشيخ والبطرك
اليوم السادس:
يتهم شاب مسيحى فى إحدى قرى الصعيد باغتصاب فتاة مسلمة.. وفى غضون المحاكمة تطلب قوات الأمن من 15 أسرة مسيحية بفرشوط مغادرتها (بقصد حمايتهم من غضب المسلمين)، بعد حين يخرج قاتل ماجور بسلاح آلى ليحصد أرواح الخارجين من صلاة العيد أمام كنيسة نجع حمادى..
فاصل لابد منه/ مشهد العناق الكلاسيكى بين الشيخ والبطرك .. / سيل من الإدانات والدموع
اليوم السابع:
رئيس البرلمان يمنح صك الغفران لمرتكب الحادث، مؤكداً فى حديث على شاشة البى بى سى أن حادث نجع حمادى يعد انتقاما من واقعة اغتصاب فرشوط.
اليوم الثامن:
تختفى زوجة كاهن.. ويتهم المسلمون بخطفها.. ينشر السلفيون صوراً لها بالحجاب.. ويسلمها أمن الدولة للكنيسة.. تخرج بعد وقت لتؤكد أنها مسيحية مخلصة.. وأن خلافات زوجية طالت بيتها، لا تدرك كاميليا أن نار خلافاتها الزوجية قد طالت الوطن أيضا، فخرجت الجماعتان فى مظاهرات عارمة لا يمسها القمع المعتاد لأجهزة الأمن فى المظاهرات، بعضها يطالب بتسليم الأخت كاميليا شحاتة المسلمة، وبعضها يطالب بالأخت كاميليا شحاتة المسيحية..

يتظاهر المسيحيون أمام الكاتدرائية، ويتظاهر المسلمون أمام الجامع وأجهزة الأمن متفرغة لفض تظاهرات أخرى لكفاية و6 أبريل مناهضة للتوريث ومطالبة بحقوق اجتماعية وأجور عادلة للجميع.
اليوم التاسع:
الأنبا بيشوى يصف المسلمين بأنهم مجرد ضيوف فى هذا الوطن، يرد عليه سليم العوا مؤكداً واقعة الأسلحة فى الكنائس دونما سند.. تحتدم المعركة الكلامية بين رؤوس الفتنة وتابعيهم، جبهة علماء الأزهر تطالب المسلمين بمقاطعة التجار المسيحيين.
اليوم العاشر:
تفجير كنيسة سيدة النجاة فى العراق.. والقاعدة تهدد مسيحيى مصر.. إذا لم يتم الإفراج عن الأخت كاميليا شحاتة المسلمة ذخر الدين والوطن.
اليوم الحادى عشر:
يحاول المسيحيون البدء فى بناء كنيستهم بالعمرانية.. موسم الانتخابات كل سنة وأنت طيب، المسيحيون علقوا على واجهة "الكنيسة تحت الإنشاء" صورة بالحجم الطبيعى للرئيس مبارك، استرضاءً لم يكن كافيا أمام الجهات التنفيذية التى قامت من فورها بوقف بناء الكنيسة، يتجمع المسيحيون أمام مبنى المحافظة ليرشقونها بالحجارة، وينتهى المشهد كالعادة بالمعالجة الأمنية والاعتقالات.
اليوم الثانى عشر:
انتخابات لم ينجح أحد.. بينما لم تمرر أساليب التقفيل والبلطجة سوى نائب قبطى واحد هو الوزير يوسف بطرس غالى.. يتم تعيين عشرة نواب من الأقباط.. دون استشارة الكنيسة.. ما أغضب الكنيسة والبابا والأقباط الذين يعتبرون أنهم رعايا الكنيسة لا مواطنى الدولة.
اليوم الثالث عشر:
البابا معكتف غضباً على اعتقال الأمن للمتظاهرين الأقباط فى أحداث كنيسة العمرانية، بوساطة د. مصطفى الفقى ينهى البابا اعتكافه ويحضر خطاب الرئيس التاريخى فى افتتاح الدورة البرلمانية.
اليوم الرابع عشر:
قوات الأمن تقوم بتأمين مولد أبو حصيرة الذى يؤمه الحجاج الإسرائيليون بنجاح أمنى باهر، واعتقال عشرة المعترضين على إقامته استناداً على حكم قضائى يقضى بمنع إقامة المولد. فى ذات التوقيت تعتقل أجهزة الأمن شاباً سورياً بالقرب من السفارة الإسرائيلية بالجيزة.. تهمة الشاب أنه حاول التقاط صور أمام بوابة حديقة الحيوان المقابلة للسفارة.
اليوم الخامس عشر:
كنيسة القديسين بالإسكندرية مرة أخرى، انفجار ضخم.. يودى بحياة أكثر من عشرين ما بين مسلم ومسيحى، ويصيب حوالى مائة ما بين مسلم ومسيحى أيضا، أجهزة الأمن لم تعلن حتى هذه اللحظة عن مرتكب الحادث.
فاصل/ مشهد كلاسيكى للعناق بين الشيخ والبطرك.. سيل من الإدانات.. كل عليه أن يغسل يده من بحر الدم القادم.
مشهد النهاية: غضب مسيحى عارم يطال كل ما هو مسلم.. بدايات الفتنة لعن الله من أيقظها.
أخبرتنى صديقة مسلمة ومحجبة أنها لما ذهبت للتضامن مع المسيحيين فى إحدى الكنائس انهالت عليها جموع المسيحيين الغاضبة حتى أصابتها، صديقتى لم تتوقف عن زيارة الكنيسة للتضامن.. هى تتفهم تماما دوافع غضب المسيحيين وتقدره، هى نفسها تقول إنه يملؤها نفس الغضب.. الفارق أن صديقتى غاضبة من الدم الذى سال ليلة الميلاد.. لغضب المسيحيين أسباب أكثر اتساعا (راجع اليوميات أعلاه).
إظلام تام:
المواطنة يرحمكم الله.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة