الثورة التى لم تحدث فى مصر

تغيير النظام فى مصر كان هدفا نبيلا للملايين من المصريين الشرفاء، استشهد من أجل تحقيقه المئات من زهرة شباب هذا الوطن، وعلى الرغم أن النظام فعليا لم يسقط فى مصر وهناك مقاومة شديدة من كل المستفيدين والمتواطئين لإبقاء الأوضاع كما هى والأمل فى استمرار الضغوط من كل من يحب هذا الوطن لكى تنجح الثورة، ولكن الحديث عن الثورة فى مواجهة النظام شىء والثورة الحقيقية التى لم تحدث فى المجتمع شيىء آخر، فكل مصرى يعلم أن السلوكيات العامة فى المجتمع مليئة بالخطايا بداية من إلقاء القمامة فى الشوراع وعدم احترام إشارات المرور والمحاولات المضنية التى يبذلها أغلب من يقدمون الخدمات العامة لابتزاز المواطنين ومحاولة الحصول على مكاسب تافهة لا تغنى من جوع، والكثيرون الذين يسعون لفرض ما يرغبون من الفوضى وعدم احترام القانون أو حقوق الآخر وكأن مصر لم تحدث فيها ثورة، هل قام الشعب المصرى كله بأول ثورة شعبية حقيقية فى تاريخه من أجل محاكمة رئيس سابق وبعض رجاله باتهامات قد يبطل معظمها، أعتقد أننا كنا نحلم بالكثير عندما خرج الملايين للشارع، كنا ولا زلنا نحلم بتغيير سلوكيات الناس تجاه بعضهم، نحلم بالتعاون والحب بين الجيران، نحلم بمواطن لا يتسول وهو لا يحتاج، نحلم بمواطن لا يطلب بالحصول على ما لا يستحق، نحلم بالعدل والحب يسودان بين الجميع برغبة من الجميع، هذه ليست أحلام وردية وأمال غير قابلة للتحقق، فى رأيى أنه إذا دخل كل مواطن بيته وهو مرتاح البال والضمير وملأ عينيه بنوم هادئ وهو سعيد، فإن الثورة الحقيقيه تكون قد نجحت.