خطأ جسيم لو اعتقدنا أن فتنة ماسبيرو هى نتيجة مباشرة لأزمة كنيسة «الماريناب».. خطأ جسيم لو تصورنا أن الحل يكمن فى تليفون للبابا شنودة، واجتماعات بين كبار قادة الكنيسة والمجلس العسكرى أو الحكومة لبحث التهدئة والوصول إلى حل للكارثة التى سقطت على رؤوسنا جميعًا.. وخطأ جسيم لو تغاضينا عن تطبيق القانون بحذافيره على كل المتسببين فى هذه الكارثة.
إذن ما الصواب؟
الصواب يبدأ بالاعتراف بوجود اضطهاد للأقباط وتمييز يمنع حصولهم على حقوقهم بالتساوى مع غيرهم من المصريين، لكنه يبدأ أيضا بالاعتراف بوجود تيار متطرف شديد الخطورة داخل الكنيسة، يتبنى العنف والتصعيد، محاولا رسم صورة جديدة للأقباط باعتبارهم أصحاب شوكة قوية يستطيعون انتزاع حقوقهم، تارة بالهجوم على قوات الشرطة، كما حدث فى كنيسة العمرانية، أو إطلاق النار فى محيط كنيسة العذراء بإمبابة، وتارة بغسل أدمغة الشباب للخروج فى موجات عنف بدعوى حماية الكنيسة، ليحدث ما رأيناه جميعا من استغلال أزمة كنيسة الماريناب لمهاجمة قوات الشرطة العسكرية حول مبنى التليفزيون.
الاعتراف بوجود هذا التيار المتطرف داخل الكنيسة وإصراره على كسر هيبة الدولة، يعنى بداية المواجهة والمحاسبة، ولعل البلاغ الذى تقدم به للنائب العام أحد أعضاء المنظمة الدولية لحقوق الإنسان ضد القس فلوباتير جميل، بتهمة التحريض على أحداث ماسبيرو، وقيادة مواطنين أقباط لارتكاب أعمال عنف ضد القوات المسلحة، يكشف لنا قمة جبل الجليد فى هذا الملف الشائك عن ضلوع «كهنة شمشون» فى التشجيع على الفتنة ونشر منهج «حقى بسلاحى وعلىّ وعلى أعدائى»، فهل تملك الإدارة المصرية القدرة على التعامل مع هذا التيار المتطرف؟
«كهنة شمشون» هؤلاء يرون فى هدم البلد على رؤوس أبنائه حلاً لما يتصورونه من اضطهاد مستمر للأقباط، معتقدين أن حربًا أهلية بين المسلمين والمسيحيين أو وصاية أجنبية من الدول الكبرى احتمالات ممكنة فى مصر، يتلوها إعادة التقسيم أو الكونفيدرالية المزعومة بين المسلمين والأقباط أو حتى التقسيم، وسيناريو السودان والجنوب ليس بعيداً.
وفى سبيل هذا السيناريو الكارثى يعمل «كهنة شمشون» على بناء العقيدة العنيفة لدى قطاعات واسعة من الشباب القبطى والدخول فى مواجهات مستمرة مع المسلمين أو مع عناصر الأمن، لتحقيق هدفين، الأول التركيز على الإشكالية القبطية بمفهومها القديم الذى حاول الاستعمار الإنجليزى التكريس لها فى تصريح 28 فبراير، باعتباره حامى الأقلية المسيحية فى مصر، والترويج لها فى العالم من خلال متسببيه من المتطرفين فى المهاجر الأوروبية والأمريكية، وبالتالى فتح الباب لتدويل القضية القبطية أو التدخل الأجنبى.
أما الهدف الثانى، فيتعلق باعتبار القضية القبطية شوكة فى حلق الإدارة المصرية يجب أن تناقش منفصلة، وأن تراعى بقوانين خاصة، وأن يتم التعامل مع الأقباط باعتبارهم اثنية منفصلة عن النسيج المجتمعى المصرى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن مصر
تمام
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عبد الحليم
هـــــــــــــذا مـــــــا قــــــــلــــــــــتـــــــــــــــــــــــــة
عدد الردود 0
بواسطة:
متابع
الألم والسعادة
اتفق مع رأيك بدرجة كبيرة ..
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر حبيب
«حقى بسلاحى وعلىّ وعلى أعدائى»
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الخيانة عظمى
عدد الردود 0
بواسطة:
ريمون
كدااااااااااااااااااااااااااااااااب كبير
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
والذى حدث ايضا هى من ضمن الحروب التى يشنها العلمانيون على التيار الاسلامى
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي كامل
دم مينا دانيال في رقبة كهنة التطرف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ابحث عن جماعة الامة القبطية تجد الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
انت اكيد من عالم تانى
هو حضرتك بتتكلم جد ولا اعتبر دا هذار