كيف أصبح الدكتور شرف القادم من ميدان التحرير رئيسا لحكومة ضعيفة مرتبكة وبطيئة ومتأخرة فى الاستجابة والتحرك. تحولت من حكومة تصريف أعمال إلى حكومة تعقيد أعمال، لم تمنح الناس الأمل وسقطت فى كل الامتحانات الأمنية، وغرقت فى الملف القبطى.
لم تكن أحداث الماريناب أول أحداث طائفية، سبقها الاعتداء على كنيسة أطفيح، ثم إمبابة، ومصادمات أخرى.
لجنة تقصى الحقائق فى الماريناب سبقتها لجان بعد أطفيح وإمبابة قدمت توصيات للحكومة وعدت بتنفيذها. لكنها لم تقدم المتهمين بالاعتداء على الكنيسة إلى العدالة.
وشكل المجلس القومى لحقوق الإنسان لجنة تقصى حقائق رفعت 6 توصيات إلى الحكومة والمجلس العسكرى، أهمها محاسبة المتورطين، فى محاكمة عاجلة، تتوافر فيها قواعد العدالة. وأوصت بإصدار تشريع لمكافحة الطائفية أو التمييز على أساس الدين، وقانون دور العبادة، وقانون تكافؤ الفرص ومنع التمييز. ماذا فعلت الحكومة والمجلس العسكرى؟. لاشىء.
بدأت شرارة الماريناب بعد الاعتداء على الكنيسة، محافظ أسوان تعامل باستهانة وقال «أولادنا نفذوا إزالة المخالفات»، تجاهل العدوان على القانون، وبعد الأحد الدامى فى ماسبيرو نفى العلاقة بين المار يناب وماسبيرو.
ظلت الشرارة تكبر والحكومة تتفرج. تظاهر مسيحيون أمام ماسبيرو وتم فض الاعتصام، ويومها قدمت لجنة العدالة التابعة لمجلس الوزراء تقريرا أوصت فيه بإقالة محافظ أسوان وإقرار الترخيص للكنائس فى الماريناب والعديد من الأماكن التى يتخذها المسيحيون كنائس، بموافقات شفهية. المثير أن الدكتور عصام شرف وحكومته تجاهلوا التقرير والتوصيات. والنتيجة يوم الأحد الدامى فى ماسبيرو. بعدها أعلنوا عن انعقاد مجموعة الأزمات، التى انعقدت متأخرة.
والارتباك ليس فى هذا فقط بل هو نفسه فى كل الأزمات، كان يفترض أن تنعقد لجنة الأزمات قبل إضراب المعلمين وعمال النقل العام والمشرفين الجويين والأطباء، وأن يكون لديها فروع فى المحافظات وإجراءات وجداول زمنية، لكنهم تركوا الأمور تتفاقم وتتعقد. وعندما تتحرك تكون الكارثة قد وقعت. الملف الأمنى مازال مرتبكا، والحكومة عاجزة عن حله.
حكومة شرف والمجلس العسكرى يفترض أن يكون تحركهم وقائيا، وليس فقط رجل مطافئ، يكتفى ببيانات يعلق فيها المسؤولية فى شماعات مجهولة.
والنتيجة مزيد من المشكلات والتعقيدات، وأفضل ما يقدمه شرف ووزراؤه هو تقديم استقالات شكلية ومسرحية لإخلاء مسؤوليتهم من الكارثة. طوال الوقت يعملون فى الغرف المظلمة، ويفتقدون الشفافية، مثلما كان نظام مبارك يفعل. ويتعاملون بلا شراكة، ولا معلومات، وبعد كل كارثة يخرج علينا الدكتور شرف - متأخرا - ببيانات هزيلة لا تجيب عن تساؤلات الناس، ولا تقدم معلومات عن الفاعل والمحرض. بيانات يتباكون فيها على هيبة الدولة التى أضاعوها، بالإهمال والعجز. مطلوب حكومة تمنح الأمل ولا تكتفى بالفرجة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. تامر
رسائل إلى الإعلام
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود السيد
استحلفك بالله يا معالي الدكتور عصام شرف أن تقرا مظلمتي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى بحب البلد
no coment
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالباسط القصاص
كانك يا ابو زيد ما غزيت
عدد الردود 0
بواسطة:
د اسامة صديق
لافائدة من شرف وحكومته ولا من ا لعسكرى ومجلسه