حنان حجاج

لواءات المخلوع

الجمعة، 14 أكتوبر 2011 04:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أنا ضابط جيش ومقاتل، شاركت فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، والمقاتل لا يهرب من المعركة «...» توليت منصبى بالتعيين وليس بالانتخاب، وعلى من ولانى أن يقيلنى لو ثبتت إدانتى «..» ولم أقدم استقالتى والأمور فى أسوان هادئة ومستقرة، والعلاقة بين المسيحيين والمسلمين لا يشوبها أى نوع من الكراهية».

هذه عينة من جملة تصريحات محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد الذى أطلق الشرارة الأولى لأحداث ماسبيرو المفجعة بكل المقاييس، المحافظ ليس هو بالتأكيد صانع أزمة بناء الكنائس التاريخية التى يعرفها الجميع، ولكنه وبدون شك، من أشعل عود الثقاب الأول ثم تعامل معها باعتبارها حادثة فى القاهرة التى تبعد عن مبنى محافظته وسيارات حراسته ألف كيلو متر، المهم عنده أن المحافظة بخير، والمسلمين والأقباط لا يتقاتلون فى شوارعها.
سيادة اللواء المحافظ لم يتعلم من دروس أطفيح والعمرانية، ولم يستطع إدراك أن مصر تمر بوقت عصيب، وهدف الجميع أن تصل لبر الأمان وأن إدارة محافظة وبشر ليست كإدارة معركة.

قبل عامين عندما كنا مجموعة من الصحفيين نجلس معه فى حوار ودى جدا يتحدث فيه عن إنجازاته المهولة فى المحافظة وبادرته بالسؤال عن بحيرة ناصر، وقلت له إن أحد كبار المسؤولين فى مصر صرح لى بأن إنتاج البحيرة لا يتعدى 11 ألف طن من السمك، بينما يمكنها إنتاج عشرات أضعاف هذه الكمية؟.

وكان رد المحافظ صدمة لى، فقد سألنى عن اسم المسؤول، وقلت له، فما كان منه إلا أن سبه ووصفه بأوصاف يعاقب عليها القانون وأصر أنه كداب، ولا يعرف شيئا، والمدهش أن المحافظ لم يقدم لى رقما صحيحا لحجم الإنتاج أو كيفية استثمار البحيرة، فلم يكن هذا ما يهمه، المهم هو تسفيه ومعاقبة من يخالفه، وبنفس المنطق تصرف مع أزمة النوبيين التى اشتعلت منذ عدة أسابيع عندما ذهبوا إليه مطالبين بحق العودة لضفاف البحيرة، ولم يستمع إليهم واتهمهم بالعمالة وإثارة الفتن ولم يكتف المحافظ بهذا، بل أكمل بنفس الطريقة التى اعتادها النظام السابق وهى أن يفتعل أزمة بين فريقين ويتركهم ليصفّوا بعضهم بعضا، أوعز لأبناء أسوان خاصة من القبائل العربية بأن النوبيين يريدون اقتطاع أرض لهم وأنهم يدعون تميزهم، وكاد الأمر يتحول إلى كارثة عندما بدأ هؤلاء فى الاحتشاد للصدام مع المعتصمين والمتظاهرين من النوبيين، ولولا تدخل مجلس الوزراء وحل الأزمة فى القاهرة لكانت أسوان اشتعلت من وقتها.

بنفس الطريقة تصرف اللواء المحافظ فى أزمة الماريناب، فقد ترك المسلمين المتشددين من أبناء القرية يتعاملون مع الكنيسة بالهدم، معتبرا فى أحد تصريحاته المستفزة «الأقباط أخطأوا وقد تمت إزالة الخطأ بأيدى المسلمين» قالها المحافظ على الهواء مباشرة فى مداخلة تليفزيونية مسائية وعاد إلى مكتبه الوثير وتناول عشاءه ونام قرير العين ولم يسأله أحد، وما دورك أنت كمحافظ تمتلك كل أدوات التعامل سلميا وأمنيا؟!

السيد المحافظ يرى أنه معين ومن عيّنه هو من يقيله. نقول له إن من عيّنك قد تمت إقالته من الشعب، والمعين يتبع من عيّنه، خاصة لو كان مصرا على استخدام نفس كتالوج ومصطلحات المخلوع فى الحكم، ولم نر من إنجازاته العبقرية حتى الآن ما يساوى تلك المقامرة الغبية بحرق الوطن، فالعناد والصلف هما آخر ما نحتاجه الآن.

وللسيد وزير التنمية الإدارية الذى يقول إنه لن يقيله إلا بعد أن تثبت تحقيقات النيابة خطأه نقول له: وإذا كنت سيادتك لا ترى خطأ فى إشعال أزمة مثل أزمة كنيسة ماريناب ترتبت عليها كارثة نضع جميعا أيادينا على قلوبنا ألا تعصف بمصر فهذه مصيبة.

أما إذا كانت تلك خطة مدبرة من الجميع، المحافظ ومن عيّنه، ومن يصر على بقائه، وأدى فيها المحافظ دوره المطلوب كقائد كتيبة عسكرية فتلك كارثة أعظم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة