محمد فودة

محمد فودة يكتب.. متى يعود الحب؟!

الجمعة، 14 أكتوبر 2011 04:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب فى هذا الزمان قنديل مطفأ، وبقايا شجر يجف، وخلايا يابسة ترتقب من يوقد فيها الحياة.. وقمر لا يقوى على الضوء، إنه الحب الذى ولى.. فمتى يعود؟! من يوقظ شموع الحب من جديد؟ ومن يشعل شموسًا ذبلت وجذورًا لا تنمو.. فقدنا الحب وفقدنا القلوب الدافئة التى تضخ بدمائها القوية فى شرايين الأرض، لتطلع كائنات بريئة لا تعرف الخداع والخيانة وتصيد الآخرين والتربص بهم.. انتشر الفساد فطغى على كل ما فينا من نور، وأشعل فى الظلام ظلامًا.. أين قصائد الحب الجميلة التى تربينا عليها؟ أين بودلير وهو يقول: «أيقضى بداخلى هذا الضوء الهارب الذى لا يعرف الخمول يحاول أن ينير حياتى ولكن سدى، ضعى كفيك فى قلبه وضعى عينيك ودمك.. لأنى أريد أن أعيش فى هذا الحب الأزلى، الحب الباقى، الحب الأبقى!!..»؟

«أين هذه الحياة الجميلة التى كانت تجعلنا نرتوى من حنان قوى ومن دفء لا يزول؟!.. لم يعد للحياة معنى فى هذا الجفاف الممتد.. الصحراء تمتد وتمتد، ولكنها تمتد بداخلنا نحن، تمتد بداخل نفوسنا، كل خلايانا تحولت إلى نار بلا نور ولا ضوء، مجرد صراع فى وهم، ومجرد وهم بلا حصاد.. خلت أيامنا من العطاء، وتحولت إلى نهش كل ما هو حولنا وإلى محاولات للوقيعة بين الناس بعضهم البعض.. أين ربات الحب؟ أين أورفيوس ابن ربة الشعر كاليوبا الذى كانت المخلوقات «بشرًا وحيوانات» تتغير بمجرد سماع قصائده وأغانيه.. حتى أنه حينما نزل إلى العالم السفلى - كما فى الأساطير - سحرهم بحبه وقلبه الدافئ ونبضه الذى لم يمت.

غاب الحب، فارتوت الأرض من الحقد، ونبت الشوك والسيوف وآلات الحرب الطاغية التى لا تعرف الرحمة.. ولا تعرف سوى المزيد من الخوف والطغيان والظلم والاستبداد.. متى يعود الحب لكى يروى أرواحنا قبل أجسادنا بالأمل نحو صبح جديد طالع بدون رياء وبدون أحقاد وبدون كراهية.. وبدون مخالب وبدون خداع؟ لم يعد لليوم معنى بدون حب حقيقى.. فقط هناك ثرثرة وأكاذيب تتوالد منها الأكاذيب، وصراعات وموات يلد الموات.. الظلام يكاد يظلل علينا، تجرى خيوله بسرعة نحونا.. تجرى ولا نعرف كيف نطاردها.. ويرجع الحب يتهاوى وليس من يجيب، ليس من ينقذنا من الضياع واللاحب وفوضى الكراهية التى من شأنها الإطاحة بكل ما هو جميل وكل ما هو وليد ينمو فى براءة ليصبح فجأة شرسًا شائخًا ذابلاً.
أعيدوا الحب إلى نفوسكم.. أعيدوا الحب إلى قلوبكم، وإلى أجسادكم، وأعيدو الحب إلى كل خلايا فى حياتكم، فى هوائكم، فى كلامكم.. حتى نعيد الحياة الحقيقية.. حتى يصبح للأرض معنى.. ولليوم معنى، وللبقاء معنى، وللخلود معنى!!








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ميشيل المصرى

متى يعود الحب؟!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة