بمناسبة الأيادى الخفية والأصابع المجهولة والقلة المندسة التى لم نعثر لها على أثر فى أى مصيبة أو فتنة حتى الآن، ونحن مقبلون على انتخابات يقف الجميع حائرون أمام ما يسمى « تنظيم الموتوسيكلات».
ظهرت تنظيمات الموتوسيكلات بعد ثورة يناير، وما تزال، رصدها المواطنون الذين كانوا يُفَاجَؤون بمواكب تضم بين عشرة وعشرين موتوسيكلا يقود كل منها شاب وخلفه آخر، يسيرون فى مواكب استعراضية، وألعاب خطرة فى عرض الطريق دون مراعاة لأى قواعد ولا حرمة أو قطع طريق، وهذه المواكب الغامضة للموتوسيكلات لا تشبه ركاب الموتوسيكلات العاديين، كما أنهم يختلفون عن الشباب الطائش الذى يسعى للفت الأنظار، ومع هذا لا يجدون من يستوقفهم ليسألهم عما يفعلون.
كثيرون رصدوا ظهور جماعات الموتوسيكلات الغامضة قبل كل كارثة، فقد ظهروا أثناء أحداث البالون، وقبل حرق مديرية أمن الجيزة وحريق السفارة الإسرائيلية، ومؤخرا أشار المؤتمر الصحفى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إليه، وقال المتحدث إنه تم رصد عدد من راكبى الموتوسيكلات قبل أن تتحول المظاهرة السلمية إلى العنف، وهو نفس ما أعلن عنه المتظاهرون، هناك اعتراف إذن بالدور الغامض، ووجود عناصر دخلت لتشعل النار وتحول المظاهرة السلمية عن مسارها، وتقود إلى تصادم المتظاهرين والجيش.
إشارة المجلس العسكرى للموتوسيكلات الغامضة أول اعتراف رسمى بهذه الظاهرة وتأكيد لشكوك كانت واضحة، وهو أمر يستلزم التحرك لمعرفة من وراء هذا التنظيم، الذى يمكن أن يكون فيه حل اللغز الذى يحير الجميع، ومفاتيح الفتن المستمرة. ماذا تنتظر الجهات الأمنية حتى تسعى للكشف عن هذا اللغز إذا كانت حريصة على إجلاء الحقيقة، الناس تتساءل عما إذا كانت هذه التنظيمات تتبع أفرادا وجماعات، أم أنها ضمن صراعات الأجهزة.
تاريخيا كانت بعض الجهات فى السلطة تمتلك تنظيمات سرية تمارس القتل بالوكالة، وتساهم فى إشعال الفتن والحرائق، كاليد السوداء والحرس الحديدى، وطبيعى أن نتوقع أنشطة لأجهزة خارجية وأيضا جهات داخلية، وهناك أشخاص وجماعات فى النظام السابق يمتلكون من المال والنفوذ ويسعون للعب دور سياسى لأنفسهم أو بالتواطؤ مع أطراف فى اللعبة الحالية، وهؤلاء المستفيدون من الفوضى وتأخير التوصل إلى الاستقرار وتغذية الصراعات والمصادمات فى الشارع، وأيضا أمام القضاء، ونظرة على كم القضايا والطعون ورد المحاكم ووقف الانتخابات والتى تبدو وكأنها تهدف إلى الصالح العام بينما تقود لتعطيل سير الدعاوى والقضايا، وتقود إلى فرض الحراسات وإدخال النقابات فى دوامات من الفوضى والزحام لتؤدى لنتيجة، وهؤلاء من أعضاء تنظيم الفوضى القانونية هم المعادل لتنظيم الموتوسيكلات، وراءهم عقول وأموال تهدف لتغذية الصراع وإشعال الحرائق، وهى تنظيمات تعمل فى العلن وتمارس مؤامراتها فى النور وفى وجود أجهزة الأمن.
وبدلا من الإشارات الغامضة للأصابع الخفية، فلماذا لا يتم الكشف عن تنظيم «الموتوسيكلات من أجل الفوضى».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. محمد نور الدين السيد
الفوضى الخفية و الايادي المخفية