يعنى إيه كلمة فلول؟

الشاعر المبدع مدحت العدل كتب أغنية معبرة جدا عن حالة الحب الحقيقى التى يمكن أن يشعر بها أى مواطن مصرى حقيقى تجاه وطنه كان عنوانها، يعنى إيه كلمة وطن؟ وبقدر ما تثيره هذه الأغنية التى غناها محمد فؤاد فى أوائل التسعينيات من صدى كبير فى النفوس إلا أنها تطرح أسئلة كثيرة قد تختلف الإجابات عليها باختلاف كل شخص ومدى حبه وارتباطه بالوطن، ومع الفارق الشديد فى المعنى والإيحاء لا أعرف لماذا قفز إلى ذهنى عندما أعدت الاستماع لأغنية العدل خلال الأيام الأخيرة التعبير الأكثر شيوعا فى مصر خلال الأيام والشهور الأخيرة، وهى كلمة "الفلول" التى أصبحت كلمة دارجة تتناقلها ألسنة المصريين على مدار الساعة، قبل أن أفكر فى المعنى المقصود لهذه الكلمة فكرت أن أبحث عن معناها اللغوى وفقا لمعاجم اللغة العربية ووجدت أن لها معنيان الأول "الكسر والخلل فى الشىء" والثانى "المنهزمون" وهو التعبير المقصود من إطلاقه لغويا على قطاعات ليست قليلة من فئات المجتمع فى مصر والتى من المفترض أنها تعرضت للهزيمة بعد إقصاء الرئيس السابق عن الحكم.

وعندما بدأت أطابق المعنى الحرفى للكلمة مع الواقع الفعلى لقطاع الإعلام فى مصر وجدت أن لفظ الفلول يطلق فى غير موضعه لأن الفلول المفترض أن تكون هى الفئات الأضعف والأقل عددا والباحثة عن فرصة للتعبير عن نفسها أو إثبات براءتها مما ارتكب من جرائم أو العمل على تحسين صورتها أمام الرأى العام، بينما الظاهر للجميع بوضوح أن ما يحدث على أرض الواقع يؤكد أن من يطلق عليهم الفلول هم أصحاب الصوت الأعلى والمسيطرون على وسائل الإعلام الخاصه والحكومية المكتوبة والمرئية، ومن كان منهم ينافق الحاكم السابق بمقدار معين زاد نفاقه للثوار أضعافا ولم يفقد أى منهم مميزاته وصلاحياته بل على العكس تماما زادت نجومية الكثيرين منهم، وبعد أن كان الكثير منهم من رجال الرئيس أصبحوا الآن من رجال الثورة، ومع الوقت بدأ البسطاء يتأكدون أنهم كانوا يرون المشهد بشكل خاطئ، وأن من يرونهم من نجوم الإعلام من الفلول ليسوا كذلك، وإنما هم مواطنون شرفاء لم يلوثهم النظام السابق، وإنما هم كانوا مناضلين فعلا ولم نكن نحن نراهم جيدا لأننا على ما يبدو نحن الفلول الفعليين دون أن ندرى.