الآن، كل هذه الأحزاب، وكل هذه الأفكار السياسية، وكل هذا الأداء الحكومى، يضع السويس فى آخر الصف، وفى نهاية سلم الأولويات، ولا تفسير عندى للسبب الذى أدى بأهل السياسة فى القاهرة إلى نسيان أهل التضحية والشجاعة فى السويس، ولا معنى عندى لإغفال أهل الحكم فى مجلس الوزراء، الدلالة الحقيقية لانفجار الثورة فى السويس.
أهل السويس الذين يراقبون أرباح مصر بالمليارات من السفن العابرة للقناة، يعرفون أن نصيبهم فى كعكة التنمية هو الأقل على الإطلاق، ويعلمون أن محافظتهم الصامدة دفعت أثمانا باهظة من الحرب إلى السلام، ومن الفكر الجديد إلى المشروع الثورى، لكن أحدا لم يلتفت لهم لاحقا على النحو الذى يستحقونه، قليل من الاجتهادات والمحاولات جرت، لكن السويس تحتاج إلى تمثيل أكبر فى البنيان السياسى التالى للثورة، وفى الحركة الحزبية التى حررتها الثورة، وفى مشروعات التنمية التى تحلم بها الثورة.
وإما.. قد تنفجر ثورة على حكومة الثورة.
