ليس لنا بعد أن هدأت فورة الغضب بعد ليلة ماسبيرو المفزعة، إلا أن نحصى خسائرنا، ونلملم جراحنا، ونراجع خطواتنا، ونستكشف مواقع الداء محاولين معالجتها، أو استئصالها إن لزم الأمر، وقديما قالوا.. إن صديقك من صَدَقَك القول فى أوقات الشدة، وليس من صَدَّقَك دون تبصر أو مسؤولية، ولذا أرى أنه من الواجب الذى ينزل منزلة الفرض، أن أصارح مسيحيى مصر ببعض ما ارتكبوه من أفعال، ربما تكون مستفزة لدى القاعدة العريضة من المصريين المخلصين، الذين لا يبتغون شيئا إلا وجه الله والوطن، والذين يعدون الحماة الفعليون لهذا الوطن، دون تطرف إلى اليمين أو إلى اليسار، وإن كنا نردد فعلا أن مصر بلد «وسطية معتدلة» فالواجب حقا أن نشذب من يتطرف فيها أو عنها، وأن نسعى إلى وأد روح التطرف سواء كان مسيحيا أو إسلاميا. وأيا كان اسمه أو شكله أو عنوانه.
أعرف أن كلماتى تلك ستغضب الكثيرين من أخوانى المسيحيين، كما أغضبت كلماتى السابقة الكثير من أخوتى المسلمين، لكنى أرى أن إحقاق الحق أجدى وأنفع من تحاشى زخات الغضب هنا أو هناك، فهناك الكثير من الملاحظات السلبية فى خطاب بعض الأخوة المسيحيين، ولا بد من الإشارة إليها.
أتطلع إلى أذن المحبة بين إخواننا المسيحيين، لتستمع إلى كلماتى تلك، فما أشد قسوة أن أسمع باعتبارى مصريا كلمات ممجوجة، تستجلب العون من الخارج على أى نحو، كقول القمص فلوبتير، والمحامى نجيب جبرائيل، أنهما يريدان لجنة تقصى حقائق خارجية، تبحث أمر أحداث ماسبيرو، فمازالت ببعض مؤسسات مصر المستقلة بعض الأمل، ومازالت مصر تزدان ببعض عقلائها ومنصفيها ومحبيها الحقيقيين الذين يعمون عن كل غرض سوى محبة الوطن، وأعتقد أنه لا يوجد عاقل على وجه يقبل مثل تلك الدعاوى الحمقاء، فما بالنا بمن هجرهم العقل وعماهم التطرف؟
أخرسوا لسان ذلك المدعو بموريس صادق الذى يهدد أمنكم وسلامكم بتكرار دعاوى طلب فرض الحماية الأجنبية على مصر، ليصبح هو «نجما إعلاميا» بينما تعانون أنتم من أفعاله، واعلموا أن أمثاله يريدون خراب مصر، واستعداء أبنائها على بعضهم البعض، فليس لمسلمى مصر إلا مسيحييها، وليس لمسيحييها إلا مسلميها.
فى مسيراتكم القادمة، إن كان فى العمر مسيرة، لا ترفعوا شعارات طائفية، وبصراحة أكبر، فإن أكثر ما يؤذى مشاعرى هو الهتاف الشهير «ارفع راسك فوق انت قبطى» وشقيقه «ارفع راسك فوق انت مسلم» لأن هذين الهتافين يشوهان الهتاف الأصلى «ارفع راسك فوق انت مصرى» الذى رفعناه فى الميدان يوم تنحى مبارك، ولكم أن تتخيلوا مدى الحيرة التى يقع فيها واحد مثلى، يريد أن يشارككم فى مسيراتكم، لكنه لا يريد أن يصبح طائفيا «بالصدفة»، كما أتوسل إليكم ألا يؤم مظاهراتكم رجال دين، لأنها تنال من مشروعيتها وعدالتها، وتبرزها كمظاهرات طائفية بامتياز، خاصة أننى أعرف مدى التشدد الذى يتمتع به كل من الأب فلوبتير والأب متياس نصر، وهذا الأخير تحديدا أعرفه جيدا من خلال جريدته الطائفية «الكتيبة الطيبية» التى تزخر بكل ما هو متطرف ومستفز ومعاد لروح الإخاء.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Ihab Habib
دي إيه الرقة دي كلها
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل عبد العزيز
العذل مصدر الحكمة
عدد الردود 0
بواسطة:
د/وجدي وهيب
مقاله قويه اعتذر لقرائتها
عدد الردود 0
بواسطة:
islam tafish
ما شاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
نزية باهى
لا تلوم الأقباط؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مازن
لجنة الدفاع عن أسر الشهداء تهدد باللجوء الي المحاكم الدولية
عدد الردود 0
بواسطة:
مسيحي مصري
احييك و اتفق معك تماما
عدد الردود 0
بواسطة:
Gaber
الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري
موافق بشرط
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
صح