لم نفرش له السجادة الحمراء، ولم نسهر الليالى فى إعداد مراسم استقباله وأصول ضيافته، فقط وجدناه هكذا فى قلب ميدان التحرير، أمس الأول، فى جمعة 30 سبتمبر التى أطلق عليها اسم «جمعة استرداد الثورة»، وكان لافتا أن يظهر شون بن بجانب فناننا الرائع خالد النبوى ممسكا علم مصر يحيط به سيد ومحمد وعبد الرحمن وكريم، وكان مبهرا أن ترى نجما عالميا من المناهضين للسياسة الأمريكية ومن أصحاب جائزة الأوسكار الرفيعة متجولا فى أحب الأماكن إلى القلب، محتضنا علم بلدك مفاخرا به الأمم، لتترنم شفتاك بأبيات أحمد فؤاد نجم مخاطبا مصر: «كل عين تعشق حليوة.. وأنتى حلوة فى كل عين».
بحضور شون بن إلى الميدان تلقى أعداء الثورة صفعة قوية على وجوههم، فها هو أحد أكبر فنانى العالم يأتى إلينا راغبا، رغما عن من يريدون تشويه الميدان وإفساد رمزيته الغالية، رأيناه متأبطا زراع خالد النبوى يمشى حرا طليقا آمنا فى قلب الميدان الذى وصفت أجهزة إعلامنا الخائبة مرتاديه بأنهم «بلطجية» و«عيال فاضية» و«مثيرى شغب»، وفى الرسالة التى حملها ظهوره فى الميدان ألف فائدة لمصر لو علم السادة الكبار فى الأبواب العالية، فما أدل على أن مصر آمنة مطمئنة جميلة من أن يمشى فى أكبر ميادينها أحد أهم فنانى العالم دون حراسة ولا خوف؟
لو كان للدولة المصرية عقل، لاستغلت هذه الزيارة على الوجه الأكمل فى تنشيط السياحة وجلب الاستثمارات الأجنبية وتوصيل رسالة للعالم كله بأن مصر بلد الأحرار والحرية، ولو كانت ذات بصيرة لاستضافت ألف «شون بن» فى العام بدلا من تشويهها لأجمل ميادين العالم وأشهرها، ولجعلت منه مزارا فريدا ليجسد حلم المحرومين من الحرية والباحثين عن التحضر.
منحنا الله هبة غالية لم نكن نتوقعها، بأن جعل ميدان التحرير قبلة وكالات الأنباء العالمية والفضائيات الدولية، ولو كان لأصحاب النظريات الجوفاء وفزاعات الانهيار الاقتصادى رؤية وبصرية لأحسنوا استغلال هذه الهبة، بأن يستثمروها ويجعلوا من الميدان أيقونة ومنبرا لمخاطبة العالم بما أرادوا، وتخيل معى ما الذى كان سيحدث بدلا من محاربة الميدان ومحاولة طمس معالمه لو أظهرنا «مثلا» بعض التعاطف مع الكارثة اليابانية الأخيرة، ورفعنا علم اليابان فى الميدان معلنين التضامن مع الشعب اليابانى فى رسالة فحواها: «قلوبنا معهم»؟ ألم يكن من شأن هذا الفعل أن تصبح مصر مانشيتا رئيسيا فى كل الصحف اليابانية وفقرة أساسية فى كل تليفزيوناتها؟ ثم ألم يكن من شأن هذا الفعل جلب مئات الاستثمارات اليابانية وزيادة الوفود السياحية وتعميق رسائل الود والمحبة بين الشعوب؟
رغم أننا تأخرنا كثيرا لكنى أعتقد أن الفرصة مازالت سانحة لنستثمر الميدان بشكل إيجابى خلاق، ولتكن البداية مع الدول التى لا تريد أن تسلم لصوصنا إلينا، أو لا تريد أن تعيد إلينا أموالنا المنهوبة مثل إسبانيا وانجلترا وأمريكا وقطر، لنخاطبهم بود وبلا استعداء وندعوهم أن يردوا إلينا حقوقنا، وأخيرا شكرا لشون بن على زيارته الرائعة ومساندته لنا، وشكرا لخالد النبوى الذى أثبت أن هناك ما هو أفضل وأجدى من النحيب والولولة وانتظار الفرج من الحكومة أو المجلس العسكرى، فللثورة رجال صدقوا ما عاهدوا مصر عليه، وعلى الحاقدين أن يعضوا أنامل الغيظ غير مأسوف عليهم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام بركات
مقارنة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من الناس
فعلا لا نعرف ان نسوق انفسنا جيدا
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح - مصر
ارحمنا يا أخي . من هو شو بن هذا ؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
جورج صادق
متتعبش نفسك حزب الكنبة رقم 3 رد عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
العنود من السعودية
وقال الاستاذ وائل...عن الممثل الامريكي:كان مبهرا.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عطية
ليس نفاقا يا أبتها العنود
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لماذا نكره من احبونا و حييونا
عدد الردود 0
بواسطة:
بحب السيما
أرحمونا من الجهل بقى
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر حبيب
تعليق 6
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السيد
استمر