محمد فودة

محمد فودة يكتب.. حكومة الفشل المستمر .. لماذا الإبقاء عليها؟!

الجمعة، 21 أكتوبر 2011 04:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن أن الأمر وصل إلى مرحلة لا يمكن التعاطف معها أو تجاوزها على أنها مجرد أحداث عابرة، فالقضية تتصل بكيان مصر وهيبة الدولة، لقد فقدت حكومة عصام شرف مصداقيتها أمام الناس وأمام التاريخ وبالإجماع صار مطلبًا شعبيًا أن تقال هذه الوزارة التى لم تقدم شيئا طوال ثمانية شهور ونصف وهى عمر طويل فى تاريخ الوزارات يمكن أن تتضح فيه المعالم والتفاصيل، والوزارة تحولت إلى سلسلة من الفشل المستمر، وإذا كان الهم الأكبر الذى يواجه هذه الوزارة هو الأمن واستقرار الوضع فى الشارع المصرى.. فإن هذا الشرط قد انتفى من تراكم الأحداث الفردية التى تشكل فى مجملها مجموعة من جرائم الفوضى والتى تبشر بغد غير مستقر ولا يعطى مؤشراً نحو اقتصاد أفضل أو سياحة أفضل.. بدأت الوزارة بتعهدات أمام الجمهور الثورى، كما أسماه الدكتور عصام شرف حين وقف فى ميدان التحرير وأعلن أنه ابن ثورة 25 يناير وأنه مطالب أمامهم بتحقيق الأمن والعدالة وإعادة بناء الوطن بدءًا بالبنية التحتية وصولاً إلى تمكين الأجيال من تجاوز أزمات البطالة.. وهى أزمة طال الحديث عنها منذ سنوات ولم يتمكن أحد من حلها.. أعطى شرف مهلة عامًا لتجاوزها.. وأعطى إشارة البدء لاقتحام مشاكل الأحياء العشوائية ثم امتد طموحه إلى مشاكل المواصلات وإعادة تنظيم المرور فى الشارع المصرى.. وأعترف أن الدكتور عصام شرف رجل نزيه وطيب وشديد التواضع والإنسانية، ولكن كل هذا لا يكفى لأننى بحاجة إلى رئيس حكومة قوى فعال يعيد هيبة الدولة ويكون بحجم الأزمات المتراكمة، لأن هناك شللا تاما حالياً فى الوزارات والهيئات الحكومية وقطاعاتها.. وإن كنت أعترف أيضًا أن هناك عراقيل كثيرة كادت أن تدمر كل شىء منذ أيام الوزارة الأولى.. كانت هناك تحديات كبيرة تواجه جميع المسؤولين بهذه الحكومة، وبعضها أو أغلبها تقع مسؤوليته على النظام السابق، ولكن النتيجة هى خروجنا من كل أزمة بخسائر ضخمة وكلما كنا نطمئن على بداية استقرار البورصة والعبور بالأزمة الاقتصادية إلى بر الأمان، نجد كارثة أمنية، وإذا كنا قد حذرنا كثيراً من تراكم الاحتجاجات الفئوية والمظاهرات والمليونيات والتى يخترقها البلطجية ومشعلو الفتن الطائيفية، وما إلى ذلك من محاولات لاستمرار الفوضى واللا استقرار، فقد أصبحت اللغة السائدة هى البلطجة، نعيش فى لا أمان وإحساس بفقدان الثقة عند الأجيال الجديدة التى لا تجد مستقبلاً مضمونًا وتصبح أحلامها هباء وتضيع كل طموحاتها وسط الفوضى العارمة التى تعيشها البلاد من ظهور بلطجية غير مسجلين، هؤلاء ليست لهم تجارب وبالتالى يخرجون على الناس شاهرين أسلحتهم المختلفة، البيضاء والتقليدية، وكأنهم ينتقمون من المجتمع.. وتحدث من وراء هذه الفوضى كوارث، لأنها تنبئ عن تفشى أجيال جديدة من البلطجية.. كل ذلك يصب فى أزمة اسمها خلق الأزمات.. فى وقت نحاول فيه تضميد جراحنا ولم الشمل فى كثير من مناحى الحياة.. ثم كانت الأزمة الكبرى التى نشأت بين الجيش وبعض الشباب بمنطقة العباسية وبالقرب من وزارة الدفاع.. والتى انتهت بحكمة من الجيش المصرى فى محاولة لعدم المساس فى وقت صعب - بالشعب المصرى - ثم كانت أزمة الأقباط فى ماسبيرو والتى نتج عنها عشرات من الضحايا.. وفى كل أزمة كان الدكتور عصام شرف حريص على إعلان استقالة حكومته نهائيًا.. لولا أن المجلس العسكرى كان يرفض هذه الاستقالة.. سعيًا للاستقرار.. فقد وردت أنباء أن فى حالة قبول الاستقالة فى أعقاب أحداث ماسبيرو فى التاسع من أكتوبر فإن البورصة تتأثر بالتراجع وتعطى مؤشرات سلبية فى قطاع المالية المصرية.. هذه هى خريطة الأمن فى مصر إلى جانب ما نسمعه ونقرؤه يوميًا عن خطف بعض رجال الأعمال والمطالبة بالفدية وسرقة أكثر من عشرة آلاف سيارة وأغلبها وصل إلى قطاع غزة فى لغز لا نعرف ماذا يجرى؟.

وماذا وراء هذه الخطوات الإجرامية الغريبة، ما يحدث يؤكد أن الوزارة تسير بغير حصار، لا توجد خبرات نحو التخطيط لأزماتنا ومشاكلنا والسعى للتخطيط العلمى، إن الأجندة التى طرحها الدكتور عصام شرف منذ أكثر من ثمانية شهور ونصف لم ينفذ أغلبها، ولا أعرف لماذا السكوت حتى اليوم على هذه الوزارة؟!، إن الشعب بأغلبية ساحقة يريد تغيير الحكومة وبأسرع وقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. ارحمنا يرحمك الله يادكتور شرف!!.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة