مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت صحفياً صغيراً فى ديسمبر من عام 1992، عندما اختفى المعارض الليبى، والناشط الحقوقى البارز منصور الكيخيا من داخل فندق شهير بالقاهرة، وقتها كانت المرة الأولى التى أحقق فيها واقعة بالغة الخطورة إلى هذا الحد، وبأبعاد سياسية وجنائية ودولية فى وقت واحد.. ووقتها أيضاً كرهت النظام الليبى.. وكرهت العقيد القذافى.. وكرهت السلطة فى مصر التى سمحت بأن تجرى على أراضينا جريمة بهذه الوقاحة، بعد أن دخل الكيخيا إلى القاهرة آمناً، وكان العهد أمام الله، ثم أمام القانون أن يخرج آمنا أيضاً.
اختفى الكيخيا إلى الأبد، بعد أن اختطفته مخابرات القذافى، وقيدت القضية ضد مجهول، ولم يلتفت أحد إلى «اللوعة» التى أصابت أهله وأصدقاءه وشركاءه فى النضال من أجل الحرية فى هذا البلد الشقيق، اختفى الكيخيا كما اختفى الإمام موسى الصدر من قبل، دون أن يظهر له أثر، أو يقدم مختطفوه أو قاتلوه إلى المحاكمة.
أتذكر قصة الكيخيا والإمام موسى الصدر، كلما سمعت كلمة واحدة تشفق على المشهد المأساوى لنهاية «القذافى».. هذا المشهد من أجل الكيخيا، ومن أجل الصدر، ومن أجل أطفال ليبيا الذين فقدوا آباءهم وإخوتهم وأمهاتهم على يد قاتل مجنون، أذله الله، كما أذل هو الناس بالباطل.
مشاركة