حلمى النمنم

وماذا عن أسرى بشار الأسد؟

الأحد، 23 أكتوبر 2011 03:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش حالة من النشوة بصفقة الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط والأسرى الفلسطينيين، ليس فقط لأنها أعادت أكثر من ألف فلسطينى إلى فضاء الحرية، وتعطى الشعب الفلسطينى أملاً فى إمكان أن تُـحل مشاكله، بل لأن هذه الصفقة التى أنجزتها المخابرات العامة تعيد إلى مصر دورها العربى والقومى، فضلاً على دورها الرئيسى بالنسبة للقضية الفلسطينية، وأظن أن ذلك كان واضحًا من كلمات خالد مشعل، وغيره من القادة الفلسطينيين.
والواضح أن الفرحة بما تحقق لإخواننا الفسلطينيين تكاد تنسينا ما يتعرض له الشعب السورى من قتل وذبح يوميّا، يقتل السوريون لأنهم يطالبون بحريتهم وبالديمقراطية التى يستحقونها، لكن النظام الجزار فى سوريا يأبى عليهم ذلك، ويدفع جنود الجيش السورى وقواته إلى ضرب وقتل إخوانهم ومواطنيهم المدنيين المسالمين، ولم نعد نعرف عدد القتلى من كثرتهم، والمؤكد أنه كل يوم يسقط شهداء سوريون فى مختلف المدن السورية، لا يقتلون برصاص الجيش الإسرائيلى، ولكن برصاص الجيش السورى، وهذا ما يزيد الفاجعة الوطنية، القتل واحد وإن احتلنا القاتل أو تباينت هويته.
والحقيقة أن الشعب السورى يجد خذلانًا من الجميع، ويقف وحيدًا أمام الرصاص، لقد حاول النظام وآلة القمع السورية أن يصوروا المتظاهرين على أنهم من الطائفيين، وأنهم من أصحاب الأجندات الأجنبية أو أنهم من الإرهابيين، وثبت للجميع أن السوريين شعب واحد، لا طوائف، مواطنون يريدون أن يكونوا كذلك، لكنهم شعب وحيد، لا يجد نصيرًا، لا من الأشقاء ولا من الدوليين الإنسانيين.
ليس لدى السوريين نفط العراق، ولا نفط ليبيا فتهرع قوات التحالف الدولى لتقوم بمهمة إنسانية وتنقذهم من الطاغية كما حدث فى العراق وفى ليبيا، ولأن الحديث واسع عن احتمال صعود الإخوان المسلمين بعد بشار، وذلك يزعج إسرائيل وبلاد الغرب، فإنهم يمنحون بشار الأسد الفرصة تلو الفرصة، وهو يمعن فى الذبح والقتل، معتبرًا ذلك تفويضًا له بالمزيد.
جامعة الدول العربية تكيل بمكيالين، حين قامت الثورة الليبية اتخذت موقفًا حازمًا من القذافى وساندت المجلس الانتقالى الليبى، لكنها بإزاء الثورة السورية تتخذ موقفًا مناقضًا، ومن الناحية العملية هى تساند النظام السورى، الجامعة العربية تطالب بوقف العنف، وبشار سعيد، فهو لا يعتبر نفسه مصدرًا للعنف، وهكذا يوظف نداء الجامعة لصالح سلطانه، مجلس وزراء الخارجية العرب اجتمع مؤخرًا فى القاهرة وأصدر قرارات هزيلة - تنتهى بدعم بشار الأسد - إذ تطالب بوقف العنف وتطالب بالإصلاحات، ولكنها لم تحدد من الذى يمارس العنف والقتل ومن الذى لا يريد الإصلاح.
وإذا كان المتظاهرون السوريون رفعوا لافتات تنعى الجامعة العربية فهذا حقهم، إذ إن الجامعة تدلل بشار الأسد أو «تصهين» عليه!
أعلنت المعارضة السورية قيام المجلس الوطنى السورى، وحدد المجلس أنه يريد إقامة دولة وطنية علمانية، أى ليست طائفية، ومع ذلك لم تعترف به الجامعة العربية، إنها حتى لم تطلب أركان هذا المجلس لتناقشهم فيما لديهم وتسمع ما عندهم.
نعرف أن الجامعة اسمها جامعة الدول العربية وليست جامعة الشعوب، ولكن لا يجب أن تختزل الدول فى شخوص رؤسائها، وإذا تحول هؤلاء الرؤساء إلى قمع الشعوب وقتل الأفراد، فإن الرئيس فى هذه الحالة سيفقد شرعيته وينتقل إلى فئة المجرمين والقتلة، وهذا ما لا تريد أن تدركه جامعة الدول العربية التى تحولت إلى جامعة الرؤساء العرب.
أما المثقفون العرب فموقفهم غير واضح، هم لم يساندوا الشعب السورى كما يجب لشعب ربما يدافع عن حريته وكرامته، الدول العربية تقف صامتة وفى الأعماق ينتظرون أن ينتهى الصراع لتحدد موقفها مع المنتظر، وبشار هو المستفيد.
لقد سعدنا بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية وعلينا أن نعمل على أن ينال كل الأسرى الفلسطينيين حريتهم وأن تقام الدولة الفلسطينية، لكننا ننسى أن هناك شعبًا عربيّا بأكمله، هو الشعب السورى، وقع أسير بشار الأسد وعصابته.. تم تحرير أسرى نتنياهو وليبرمان، فمتى نحرر أسرى بشار الأسد؟
السؤال لنا جميعًا، لكل من يؤمن بحرية الإنسان وكرامته، وكل من يؤمن بالعروبة وبحق الشعب السورى العظيم فى الحرية والديمقراطية؟!






مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود المصرى

نصر الله قريب باذن الله

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد عبد الرحمن

انظف و اطهر

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

اخيرااااااا احس بفرحة عارمة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة