الحكومة بطبيعتها ليس لها ضمير ولكن أحيانا يكون لها سياسة.. هذه ليست مقولتى بل تنسب للفيلسوف الفرنسى "ألبير كامو" ولكننا فى مصر أمام حكومة نفترض فيها الضمير وتنعدم فيها السياسة، وأحيانا يشكك فيها البعض فتبدو بلا ضمير ولا سياسة ولا حتى تفكير.. هذا مقلق، أن تكون الحكومة خالية الوفاض بلا حسنة واحدة (وحسنة قليلة تمنع بلاوى كثيرة)، وكمية البلاوى الذى أصابت البلد تدل على عدم وجود أى حسنات لا على الوجه ولا فى القفا، فعلى مدار 9 أشهر لم نر غير السيئات، مما يبشر بجنين عجيب ننتظر رؤية ملامحه المخيفة فى الانتخابات القادمة، كلنا ننتظر فى بلاهة (لعبة الأيام)، لنعرف ماذا سيحدث لنا فى السنوات القادمة، إلا أن لعبة السياسة لا تقبل إلا المحترفين، وعلينا أن نعيد تقييم قدرات الحكومة المنتخبة من الميدان، لأن لعب الكورة فى الشارع مختلف تماما عن اللعب فى الكأس، أو (الدورى المحتاس)، ولا يمكن أن نعيش على أمل الفوز والأيام تثبت (مسخرة) شباك المنتخب الوطنى، ففرق الأيادى الخفية ومنتخبات الفلول وشلل الذيول (هرت) الشبكة.
فنحن لا نملك خط دفاع أو خط هجوم، وهناك تجمعات مريبة فى منتصف الملعب، فلا تفهم هما معانا ولا علينا.
الوضع مقلق للغاية لأن (الجول واسع أوى)، و(حارس المرمى قصير أوى)، والمشاهدين يصرخون فين طقم الحكام؟ فرغم مئات القضايا والخطايا لم نر كارت أحمر ولا أصفر ولا سمعنا صفارة، حتى إن النظام المطرود تسلل إلى الملعب، ولم يرفع أحدهم الراية (فهل نام طقم الحكام)، تركوا المباراة بلا قواعدها المقدسة، بل اعترفوا بأن العساكر بلا أسلحة، وابتسموا للجميع فى انتظار اللعبة الحلوة.
حكومتنا جاءت للتسيير وأعلنت منذ البداية أنها لا تسعى ولا للكأس ولا للدورى، فمن سيلعب ضد الفلول والذيول؟.. منتخب الناشئين تحت 16 سنة!! حتى هؤلاء شوهناهم وتوهناهم واتهمناهم بالعمالة والخيانة، رغم أدائهم الرائع فى الميدان، ولم يأخذوا أى فرصة للعب فى الاستاد أو (ع النجيلة)، وتركناهم للعب فى الشارع حفاة يتساقطوا (كالورد المدبح)، على أسفلت مصر بعد أن كانوا (وردها المفتح)، وقتها كنا نحلم باسترداد مئات المليارات التى نهبها الذيول، وهربوا بها للخارج تحت شعار (خذ الفطير وطير)، ولم نحصل على ملاليم، فماذا سنفعل الآن بعد أن عادوا (ببجاحة) تحت شعار (خد فطيرك)، حالة الانبطاح الشعبى مقلقة، ومجتمع من الخِراف سيحكمه إن عاجلا أو آجلا حكومة من الذئاب، وهذه ليست مقولتى أيضا، ولكنها تنسب لدماغ فرنسى آخر "برتداند دى جوفنيل"، (وأضح أن الفرنسيين متعمقين أوى فى المصريات)، والمشهد العام مقلق للجميع، وسمعت أن هناك غرامة مالية للمتخلفين عن المشاركة فى انتخابات البرلمان القادم، ووعود مليونية من الفلول للملايين من فقراء مصر، فصوتك أمانة فلا تبيعه بأقل من مليون جنيه، وكاش مش تقسيط، فلو قررت أن تبيع لهم البلد مرة أخرى، فعلى الأقل خذ فيها ثمنا، فلا يمكن أن يباع الوطن بزجاجات الزيت أو كروت المحمول أو ورقه بخمسين.
اعذرونى على خيبة الأمل، والإحساس المهين بالفشل، ولكن كلنا نعرف أن المباراة غير محايدة واللعب مش نظيف والمنتخب الوطنى تائه فى الملعب وطقم الحكام نائمين، فإذا كانت البلد ستباع لهم مرة أخرى فلا تبيعوها بالرخيص، واحسبوا سعر ثلاثين عاماً ضاعت، وأضيفوا السنوات القادمة، والأهم لا تنسوا أبنائكم وخذوا عن أعمارهم وأحلامهم أيضا ثمنا.