فى يومين متتاليين جاء خبر موت شابين على يد الشرطة. الأول عصام عطا اختلفت فى موته الأقوال.. الغالبية تتحدث عن اتصال هاتفى للضحية بأخيه قبل موته بيوم لتعذيب كبير يتعرض له من قبل أحد الضباط فى السجن لشكه فى أنه يمتلك شريحة موبايل تم تهريبها له.. وأن التعذيب يتم بإدخال الماء فى جسمه من فمه ومن الشرج فى محاولة لإخراج الشريحة.. وأن أخاه أخبره بأنه لا يستطيع أن يتقدم بشكوى للنائب العام ، خوفا على حياته.. حياة الضحية.. الداخلية تتحدث عن أن الضحية كان قد ابتلع لفافة مخدرات تسببت فى هبوط فى الدورة الدموية وقىء دموى، مما استدعى نقل الضحية إلى المستشفى ثم إلى المشرحة.. قىء دموى بسبب المخدرات أمر لم نسمع به من قبل. عادة تتسبب الجرعة الزائدة من المخدرات فى هبوط حاد فى القلب بلا قىء دموى.. دموى بالذات فى كل الأحوال حكاية اللفافة صارت غير مقبولة منذ مقتل خالد سعيد. وهى حكاية قديمة معروفة عن الداخلية قبل الثورة كثيرا ما كانت تفسيرا لموت شخص تم قتله.. والسؤال هو: هل يمكن أن تقول الداخلية ذلك ويصدقها أحد بعد الثورة وبعد أن تم اكتشاف والتصديق على وضع اللفافة فى جوف خالد سعيد بعد موته؟ فى اليوم التالى لهذه الحادثة قتل شاب آخر فى الشيخ زايد قيل فى البداية إنه كان يختلف مع أحد الضباط على المرور فقتله الضابط بأربع رصاصات، ثم قيل إنه أمين شرطة، ثم استقر القول على أنه كان يقود سيارته بسرعة جنونية وبلا لوحات معدنية ولم يتوقف لقوات المرور فتم قتله.. رواية الخلاف مع ضابط على المرور صعب تصديقها فى الشيخ زايد، لأن الدنيا واسعة هناك، ورواية أنه كان يقود سيارته بسرعة جنونية يمكن تصديقها لكن يظل السؤال : لماذا لم يتم إطلاق النار على «عجل» السيارة مثلا؟ وما أسهل ذلك. لماذا على الشخص نفسه وهو فى هذه الحالة أصعب إلا إذا كان القاتل قريبا منه جدا وفى هذه الحالة لا يكون الأمر مجرد سرعة.. باختصار مات شابان فى يومين متتاليين. والداخلية مهما فعلت لن تستطيع أن تقنع الرأى العام الذى أصبح مقتنعا بعودة الداخلية إلى ما كانت عليه قبل الثورة، بعد هذين الحادثين أكثر من كل وقت. هذه هى الكارثة القادمة التى لن تمر بسهولة. لقد كانت أفعال الداخلية قبل الثورة أحد الأسباب الرئيسية للثورة إن لم تكن السبب الرئيسى، ولقد كان اختيار الخامس والعشرين من يناير بداية للثورة موجها للداخلية قبل غيرها فهذا يوم عيدهم القديم. الكارثة القادمة هى أن الأرض الآن عادت لتفرش بالتوجس والشك فى الداخلية وهو شك أكبر من الشك القديم.. ومن ثم ففكرة المصالحة بين الشعب والداخلية صارت تبعد كل يوم وتبعد جدا.. فى خمسة وعشرين يناير الماضى قامت ثورة سلمية. الآن الأرض ممهدة للثأر من الداخلية ومن المؤكد أن من سيدفع الثمن سيكون من بينهم الكثيرون ممن لا يستحقون الانتقام. حتى لو جاء تقرير الطبيب الشرعى مؤكدا موت الشاب عصام عطا بلفافة مخدر فلن يقتنع أحد.. مكالمته لأخيه صارت معروفة للقاصى والدانى.. ومسألة اللفافة كما قلت لم تعد تقنع أحدا.. الحديث الآن يشتعل عن التأخر فى محاكمة قتلة الثوار ويزداد بقوة بعد هاتين الحادثتين والحديث يشتعل حول الهناء الذى يعيش فيه رجال العصر السابق فى السجون ومعهم موبايلاتهم وشرائحهم وكل شىء .. باختصار الثورة تشتعل من جديد ولن يوقفها لا انتخابات قادمة ولا أحاديث تليفزيونية لأعضاء المجلس العسكرى ولا بيانات للداخلية.. هذه هى الكارثة التى ستشتعل فى الأيام القادمة. قضايا مثل الرئاسة والانتخابات وبقاء المجلس العسكرى لعام 2013 وتأخر المحاكمات والمظاهرات والاعتصامات الفئوية ستتراجع الآن عن التفكير.. ستطل المشكلة الكبرى التى أشعلت الثورة وهى سلوك الداخلية مع الشعب.. للأسف الشديد لن تقنع الداخلية أحدا بما تقول خاصة أن كل شىء يصبح معروفا وقت وقوعه. وكل ماجرى فى تشريح الجثة صار متداولا من أسماء محترمة ذهبت إلى هناك ولم يسمح لها ولا لأهل الضحية بالحضور، فى الوقت الذى سمح فيه بدخول أحد ضباط الشرطة وخروجه. كل شىء صار باعثا للشك.. والشك يتسع كل يوم. والأيام القادمة لن تسعد أحدا. ولن تسعد الداخلية بالذات ولا أى من رجال الحكم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
ثوره سلميه ايه البتتكلم عليها
عدد الردود 0
بواسطة:
علي عبد الحليم
الــــداخـــلــيـــــة والـــيــــــــــوم المــــوعــــــــــــــــــــــــود
عدد الردود 0
بواسطة:
khadiga
الكارثة القادمه
عدد الردود 0
بواسطة:
فارس الجواد الأبيض
بلادي .. لك حبي و فؤادي
عدد الردود 0
بواسطة:
medo
ربنا يشفيك
عدد الردود 0
بواسطة:
medo
ياريت تلعب طاولة فى قهوة المعاشات يا ابرهيم يا عبد المجيد
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال ابو هيثم
الحل هو
عدد الردود 0
بواسطة:
ذو البأس الشديد
بل اتبع الذين ظلموا اهوائهم بغير علم